قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 04 شباط/فبراير 2015 08:13

الغضب .. عاصفة تزلزل الحياة الزوجية

كتبه  الدكتور خالد سعد النجار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الغضب جزء من مكونات شخصيتنا البشرية، فمن منا لا يغضب، و من منا لا يفقد أعصابه، و تتوتر نفسيته، خاصة مع أحداث الحياة المعقدة، و كبواتها التي لا تنتهي، فالحلم بزوجين هادئين لا يعدو كونه خيال لا يلمس أرض الواقع مطلقا، لكن التعامل الحكيم مع ثورات غضب الشريك هو الواقع المثالي الذي ننشده، و القوة النفسية الهائلة التي نتمناها لكل زوج و زوجة، كي تمر العاصفة بسلام و يخرج الطرفان منها بأقل خدوش، يجمعهما سياج متين من الحب و الود و العشرة، لا تفت في متانته العواصف، و لا توهن من تماسكه الخطوب.

• خطأ أحد الزوجين لابد أن يتبعه لين جانبه للطرف الآخر، فما أقسى الخطأ مع التعنت و التبجح و الإصرار، و لين الجانب قد يكون في كلمة دعابة أو سرعة استجابة للطلبات، مع احتمال كلمات العتاب و ربما التوبيخ من الطرف الآخر، و غض الطرف عن بعض التصرفات العكسية المتوقعة.

• للغضب ثورة أشبه بالسكر الذي يفقد عقل الإنسان، و هذا يتطلب مرونة فائقة من الطرف الآخر و تجنب مقاطعته في الحديث أو الرد عليه بكلمات استفزازية، بل حبذا لو جاريناه ببعض الكلمات الرقيقة مثل: "معك الحق" .. "أعرف أنك مرهق" .. "لا تتعب نفسك" .. فمثل هذه الكلمات تطفئ ثورة الانفعالات، و تشعره بأنك تهتم به و بهمومه. بعد أن تهدأ العاصفة يمكن أن ندندن حول فضيلة الحلم، و أنه لا ينبغي أخذ الأمور دوما بعصبية؛ و إنها مشاكل بسيطة و حلها بالعقل و الروية أفضل من العصبية، و ما أروع الحديث بأسلوب لبق يشعره بالخطأ، و يجعله يندم على انفعالاته، بل ربما يعتذر عما بدر منه.

• لنحرص على التحكم في انفعالاتنا و ألا تفارق وجهنا الابتسامة و البشاشة فهي بريد الوئام و التفاهم، و هي رسالة غير مباشرة لإعلان وقف المشاحنات في البيت و إنهاء الخصام.

و في الحديث النبوي الشريف: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» [متفق عليه].. قال العلماء: أي إنما القوي من كظم غيظه عند ثوران الغضب، و قاوم نفسه و غلب عليها، فحول المعنى فيه من القوة الظاهرة إلى القوة الباطنة، و من ملك نفسه عنده فقد قهر أقوى أعدائه و شر خصومه، لخبر أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، و هذا من قبيل المجاز و فصيح الكلام لأن الغضبان لما كان بحال شديدة من الغيظ و قد ثارت عليه سورة الغضب و قهرها بحلمه و صرعها بثباته كان كمن يصرع الرجال و لا يصرعونه.

• تبسمك في وجه أخيك صدقة، فما بالنا بشريك العمر و رفيق الدرب بالطبع ستكون صدقات و صدقات، فالابتسامة المشرقة المضيئة و الفكاهة و البشاشة كفيلة بأن تبدد غيوم الكآبة و شبح البغضاء و تضفي على البيت أجواء من السعادة قد لا ينعم بها الكثير بسبب البخل في ابتسامة صافية و كلمة حانية لا تكلفهم الكثير من الوقت و الجهد.

• اللامبالاة بغضب الشريك أسوأ درجات الاستفزاز، و أسوأ منه التعبير بعبارات تبين له مدى استهانتك بشخصيته، فهذا من شأنه أن يسير بكما في نفق مظلم لا خروج منه، و يعقد المشكلة التي بدأت بسيطة لكنها صارت ككرة الثلج التي كبرت حتى أتت على كل شيء.

• من الخطأ أن نقابل الانفعال بانفعال و اتهام، فغضب الزوج –مثلا- لا يقابل بشكوى الزوجة من مشاكل الأطفال و هموم المنزل، لأن هذا من شأنه أن يؤجج نار العداوة و يوغر الصدور أكثر فأكثر، و ما أجمل أن نحتسب عند الله الصبر على الضراء لأن هذا يهون على النفس مرارة الموقف، فكل عمل لله تعالى فيه نصيب فهو هين و يسير على النفس.

• عزيزتي الزوجة: تذكري دائما قول الرسول –صلى الله عليه و سلم-: «أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة». [رواه ابن ماجة] .. لا تنامي و هو غضبان منك، فبعد أن تهدأ الأمور، و تتأكدي من هدوء أعصاب زوجك، حاولي المبادرة لاسترضائه، فالواجب الشرعي يقول: إن المبادرة تكون من خيرهما ديناً و عقلاً، أو من أقدرهما في الغضب و الرضا، كما قال أبو الدرداء لأم الدرداء رضي الله عنهما: «إذا غضبتُ فاسترضيني، و إذا غضبتِ أسترضيك، و إلا لم نجتمع».

• حذار من النكد المستمر و الشحناء المتواصلة، فهي السوس الذي ينخر في بيت الزوجية حتى يستحيله خرابا و دمار، و البيت المملوء بالحب و الهدوء و التقدير المتبادل و الاحترام و البساطة في كل شيء خير من بيت مليء بما لذ و طاب و أجواء النكد و الخصام متوغلة في كافة أركانه و أجوائه.

• الزوج المتوتر يؤثر بتوتره على حياته الزوجية و على زوجته و أطفاله، و علامات التوتر عنده أنه دائماً في عجلة من أمره، و يبحث دوما عن الكمال، و أي عمل أمامه دائماً ناقص، كما أنه دائماً ما يجعل المسؤولية على عاتقه في العمل و المنزل، و لا يعرف كيف يستمتع بوقته و بحياته .. تقول الدكتورة «روزاليت» أخصائية علم النفس الأمريكية: إن هناك عدة نصائح لتخفيف التوتر عند زوجك، أهمها:

ـ ابحثي عن الأشياء التي تستمتعان بممارستها معاً مثل الخروج للتنزه .. و يفضل ممارسة بعض التمارين الرياضية.

ـ تجنبي الألعاب التنافسية مع زوجك، فبدلاً من ممارسة التنس مثلا يمكنك التريض معه سيراً على الأقدام.

ـ كافئي زوجك إذا تمسك بهدوئه في موقف صعب بدعوته مثلاً على العشاء داخل أو خارج المنزل، أو إهدائه كتاباً مضحكاً أو فكاهياً مرحا يجعلكما تضحكان من الأعماق.

• الحالة الاقتصادية و ظروف المعيشة الصعبة و شد الأعصاب في العمل و زحام المواصلات و صعوبة التعامل مع الدواوين الحكومية‏ ..‏ كلها عوامل تجعل أفراد الأسرة في حالة توتر مستمر‏,‏ خاصة الأزواج‏,‏ حيث تكثر مشاحناتهم التي قد تتحول إلي خلافات عميقة‏.

و كثيرا ما تبدأ شرارة هذه المشاكل أثناء المناقشة بين الزوجين عقب عودة الزوج من يوم حافل بالعمل الشاق بعد استهلاكه لقدر كبير من طاقته‏,‏ و تكون نسبة السكر في دمه قليلة للغاية‏,‏ و يقول الأطباء: «إن النقص في السكر يجعل الزوجين في حالة تعب و إرهاق لا تسمح لهما بمناقشة هادئة‏» ..‏ لذا يجب على الزوجات الإسراع بتقديم وجبة الغذاء فور عودة الزوج، و عدم إثارة أي من الأمور العائلية أو المشاكل الأسرية حتى و لو كانت أمورا تافهة لأن ذلك يثير الأعصاب‏.‏

و يقول خبراء الاجتماع إن الجوع يساعد علي سرعة انفلات الأعصاب‏,‏ لذا فهم ينصحون الزوجات بالتروي عند عرض وجهات نظرهن و عدم مناقشة أي موضوعات مع الأزواج إلا بعد الأكل حتى يكون السكر قد عاد إلى مستواه المعتاد في الدم‏,‏ كما أنهم ينصحون بتقديم عصير أو مشروب سكري للزوج عند عودته إلي المنزل‏.

• الغضب ليس نهاية الطريق و ليس علامة تلاشي الحب و الود بينكما، فكبد الحياة لا ينتهي، و إنما سمي القلب قلبا لأنه يتقلب، و ما من محنة إلا و يتبعها منحة، فالصبر الصبر و حذار من وساوس الشيطان الإبليسية.


http://www.saaid.net/mktarat/alzawaj/307.htm

قراءة 1526 مرات آخر تعديل على الإثنين, 31 آب/أغسطس 2015 15:22

أضف تعليق


كود امني
تحديث