(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 19 تشرين2/نوفمبر 2016 09:55

الأسرة .. الأسرة

كتبه  الأستاذة فاطمة المزروعي من الإمارات العربية المتحدة الشقيقة
قيم الموضوع
(1 تصويت)

 


 ما السياج الأول لحماية أي مجتمع، بل ليكون المجتمع قوياً أمام أي تحديات آنية و مستقبلية، و ما خط الدفاع الأول أمام الكم الهائل من المعلومات التي نتلقاها يومياً و التي تحتوي على المفيد و الهابط ؟ غني عن القول إنها الأسرة، و الأسرة هي أول بناء اجتماعي حقيقي واضح في جميع المجتمعات منذ الأزل حتى اليوم، بل إنها أقدم مؤسسة اجتماعية في تاريخ البشرية، و هي أيضاً المؤسسة الوحيدة التي لم تتعرض للخدش أو الأذى، بمعنى أن الأسرة حافظت على وجودها في المجتمعات كافة، و كانت في مراحل تاريخية متنوعة الحامي لتلك المجتمعات من تقلبات الزمن و الأحداث العظيمة و الجسيمة.

و غني عن القول إن نتاج هذه المؤسسة الأزلية و مخرجاتها من الأبناء هو المعيار الذي يعكس واقع المجتمع و قدرته و تماسكه. من هنا يأتي الاهتمام بدورها و وظيفتها. إن المحاولات التي نشهدها في مختلف دول العالم لسن القوانين و الأنظمة لتقوية دورها و حمايتها و مساعدتها على القيام برسالتها أمر بديهي و لعلها اليوم أكثر حيوية حتى في المجتمعات الأكثر تطوراً و تقدماً.

و غني عن القول إن الأسرة الأكثر تماسكاً بين أفرادها هي الأكثر سعادة و تكون مخرجاتها سليمة و قادرة على الإنتاج و التطور و مفيدة للمجتمع بأسره، أما الأسر التي تعاني التفكك أو التنازع و الخلافات المستمرة بين الزوجين، أو حتى الانفصال و الشتات، فدون شك ستكون مخرجاتها متدنية و جاهزية الأبناء منخفضة، بل في حاجة لمساعدة نفسية و احتضان اجتماعي يساعدهم على مواجهة الحياة اليومية، و للحيلولة دون تحولهم لمجرمين أو حتى منبوذين من مجتمعاتهم بسبب سوء سلوكهم. لذا أحسب أننا بحاجة لدعم هذه المؤسسة القديمة، و تصميم برامج و مبادرات لتشجيع استقرارها و نموها الطبيعي، لا يمكن أن نضع رؤوسنا في الأرض، و ندعي أننا مجتمع رباني أو مجتمع ملائكي، و نحاول أن ننسى أو نتناسى أننا منفتحون على العالم، و أننا وسط العولمة و رياحها و سمومها.

صحيح أننا أكثر ثقة بأنفسنا، و أننا و لله الحمد نعيش في مجتمع مستقر كل مؤسساته تقوم بدورها المناط بها بحيوية و معرفة، و أدرك أنه لثقتنا لا نواجه أي معضلة في أن نشير إلى مكمن الخلل و نسعى لعلاجه لو وجد، لذا فنحن بحاجة للمزيد من مثل هذه الدراسات، و من ثم العمل على العلاجات الناجعة و الشافية. و أعتقد أن علماء و دارسي العلوم الاجتماعية مناط بهم أن يقوموا بدورهم المهم في هذا السياق بتقديم بحوث و دراسات و على وزارة الشؤون الاجتماعية دعمهم و تشجيعهم.

الرابط: http://www.banatmag.com/default.asp?peagSh=subTopi&ID=4146

قراءة 1731 مرات آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017 21:04