(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 01 نيسان/أبريل 2018 15:30

لماذا يكلم الناس أنفسهم ...

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حين كنا صغارا كان يدهشنا منظر الكبار و هم يكلمون أنفسهم مع أنهم في كامل قواهم العقلية و ليس بهم علة أو مرض .. و مع مرور الأيام فهمنا دوافعهم و استوعبنا الظاهرة ..

هؤلاء هم كل الناس بداخل كل واحد منهم كلاما يريدون قوله أو موقفا يريدون شرحه أو مطلبا مشروعا يريدون الحصول عليه أو جرحا عميقا يريدون التعبير عنه، أو عواطف جياشة يريدون الإفصاح عنها أو سرا خانقا يريدون البوح به ..

كل هذا الزخم من الكلام و المشاعر و الخوالج تزدحم في الصدر و تسجن فيه دهرا من الزمن بعدما تجد آذانا صماء و قلوبا جافة و جدارا من الصمت قاتل، فلا تخرج و تبقى حبيسة الصدر حتى يضيق بها و تضيق به فتنطلق في لحظة جنون تفتك حريتها بقوة في تمتمات لا تكاد تسمع، لكنها تعطي الكلمات و الصدر معا نشوة التحرر و الانعتاق من قيد الكتمان الجبري، ثم يستلذ الاثنان الأمر فيتكرر المرة تلو الأخرى محتشما، فتخرج الكلمات تباعا بخجل و يحررها الصدر مشجعا .. و مع تراكم المكبوتات و غياب الإنصات في الجهة الأخرى و حرمان الجميع من ذلك الجو الهادئ الذي يتيح للكلمات الخروج بلا حياء في حوارات بناءة و تلقائية و متاحة في كل حين .. مع هذا تصبح التمتمات أمرا عاديا و متنفسا طبيعيا، و بغير شعور من الناس أنفسهم يعلو الصوت شيئا فشيئا و تصحبه حركات الشفاه و الوجه و الجوارح كلها في تناغم لا يشعر المرء معه بنفسه و لا يحس بمراقبة من حوله .. حتى يجد نفسه قد أدمن الحديث مع نفسه ..

هل علمتم الآن لماذا يكلم الناس أنفسهم ؟ .. و الحل بسيط جدا .. يا مجتمع .. حرر الكلمات بالحوارات و فك سجن المكبوتات بالحديث العادي ككل الشعوب ..

كتبته في 01 ديسمبر 2014 التاسعة ليلا 

قراءة 1526 مرات آخر تعديل على الأحد, 08 نيسان/أبريل 2018 09:38