(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 04 نيسان/أبريل 2019 16:22

بعض الطيبين .. هذا عطاؤهم

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعض الطيبين في هذه الدنيا خلقت بداخلهم طاقات عجيبة و إشعاعات مميزة جعلتهم مميزين

في مجالاتهم أو مجالات متعددة، ترى في عيونهم بريق يرمق طموحاتهم و أحلامهم في كل

حين حتى لا تضيع منهم أو تضيع أعمارهم دون أن يحققوا شيئا منها، يعملون بكد و جد لا

يتكاسلون و لا يملون و لا يكلون .. أيامهم و شهورهم و سنواتهم .. تحسهم خزان عطاء لا ينضب

و قصة كفاح لا تنتهي.

         مثل هؤلاء رسالتهم في الحياة واضحة و هدفهم في دنياهم محدد يسيرون إليه بخطوات ثابتة لا

تحيد و لا تتناقص سرعاتها، يلفحهم حر الشمس فيحرق وجوههم النضرة و يتصبب العرق من جسدهم

المنهك كأنه المسك في أنوفهم لأنه من ما نزل في باطل و لا في تفاهة و لا في عبث .. و تبرق

الفرحة في عيونهم مع كل عمل و مع كل جهد و مع كل تعب و مع كل إنجاز .. لا يحسب العمر عندهم

بالأيام و لا بالسنوات بل بما قدموه و بما أنجزوه ..

 

         مثل هؤلاء لا تستهويهم مناصب و لا تأسرهم رفاهية دنيا و لا تستعبدهم أموال و لا تملكهم

شهوات و لا تسيرهم أهواء و لا تستوقفهم ملذات، و بالمقابل لا تحطمهم عواصف و لا تقتلهم نائبات و

لا تسقطهم عثرات و لا تحبطهم عقبات و لا تكسرهم مثبطات ..

 

         مثل هؤلاء عطاؤهم صادق و حبهم صادق و كفاحهم صادق و عملهم صادق و كلامهم صادق

و إنجازهم صادق و غضبهم صادق و فرحهم صادق و حزنهم صادق و كل ما فيهم و منهم صادق ..

مثل هؤلاء لصدقهم يلاقون ما يلاقون في حياتهم .. كره من أناس بلا سبب و حسد من آخرين بلا

مبرر و تجريح من بعض بلا رحمة و نقد لاذع من بعض بلا موضوعية، و زرع للشوك في الطريق من

أناس و قلة عون ممن يرجى عونهم و سب و شتم و إهانة وووووو و ما يندى له جبين القلم

فيستحيي أن يكتبه و يبقى مكتوما في صدور هؤلاء ليروي قصص الصبر لديهم في سبيل

رسالتهم.

         مثل هؤلاء تحس أن غيرهم تأتيهم الدنيا على طبق من ذهب، و هم ينحتون الصخر بأظافرهم

ليصنعوا تاريخا لهم و لرسالتهم يكتب بماء من ذهب ..

مثل هؤلاء إذا حزنوا كان حزنهم عميقا، و إذا جرحوا كان جرهم غائرا، و إذا أهينوا كان لإهانتهم

وقع لا تمحوه الأيام، و إذا بكوا كانت دموعهم عزيزة تحرق أوصال القلب قبل الوجنتين.

مثل هؤلاء أكبر شيء يكسر قلوبهم و يحز في نفوسهم أن يعطوا بلا حدود و يخلصوا العطاء بلا

من و لا كلل، ثم يجحد عطاءهم و ينسب لغيرهم ممن لا يستحقونه .. فيجلسون قريبا من

إنجازهم الذي وقّع باسم غيرهم و في القلب ألم لا يعلمه إلا الله و في النفس حسرة لا يحسها

أحد غيرهم.

طبعا سيكون عزاؤهم دوما أن العطاء سجل من ذهب و أن الأجر كتب عند من لا يضيع عنده أجر

المحسنين .. و إن بقت غصة في الحلق لا تفارقه فإن القلب المجروح سيفرح بصمت بعيدا عن

ضجيج الجاحدين و ضجيج السارقين لكل إنجاز ليس لهم.

فطوبى لمثل هؤلاء بكل هذه الميزات و طوبى لهم بإنجازاتهم الموقعة بجهدهم و عرقهم و تعبهم

و إخلاصهم و تفانيهم و صدق عطائهم و جميل صبرهم و المكتوبة في ميزانهم في عليين بإذن

الله.

قراءة 1442 مرات آخر تعديل على السبت, 13 نيسان/أبريل 2019 08:23