(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 14 تموز/يوليو 2020 10:08

أهمية التنشئة الاجتماعية في بلورة الهوية الوطنية

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن قضية الهوية الوطنية و العربية من الأهمية بمكان، لأنها تشكل القاعدة الأساس التي تنبني عليها الوحدة الوطنية، تلكم الوحدة التي تعول عليها الدولة في رعاية الصالح العام، و حماية الأوطان و التصدي لأي عدوان… و لذا وجب أن توليها مؤسسات التنشئة الاجتماعية في بلادنا فائق العناية، و بالغ الرعاية، خاصة مؤسسة الأسرة و ذلك لأنها الأقدر من سواها على التأثير في الفرد، حيث تدخل في علاقة معه جد مبكرة، و علاقتها به أطول و أدوم من سواها، و للأم دور بارز فيها، و هي من أكثر عناصر الأسرة مساهمة في التربية و أقواها تأثيرا، و لذلك قيل: «وراء كل عظيم امرأة» و غالبا ما تكون هذه المرأة التي صنعت لنا ذاك العظيم هي الأم بذاتها، نعم أخواتي إننا نحن اللواتي نصنع للأوطان من أبنائنا رجالا أبطالا، أو جبناء أنذالا، فلنعي ذلك، و لنقم بدورنا خير قيام، ليسلم الوطن و يبقى على مدى الأيام…
و الهوية كما هو معلوم تتألف من عدة عناصر، تتفاعل مع بعضها البعض، و يؤثر بعضها في بعض، وهي التي تسم الفرد بميسم الجماعة، فهي التي تحدد انتماءه، و توجه سلوكه، و تلهمه مبادئه، و تخط له مساره في هذه الحياة.
و الهوية تتأثر بالبيئة، أكثر من تأثرها بالوراثة، فأثر الأولى فيها جليل، و أثر الثانية فيها قليل، و يدل على ذلك الحديث الذي روي عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم – في الصحاح الذي قال فيه: (يولد المولود على الفطرة و أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) و هذا يدل دلالة قطعية على أن الفرد يستلهم عقيدته الدينية من البيئة الاجتماعية لا من سواها، ثم أن اللغة يكتسبها من البيئة الاجتماعية سماعيا، كما أن أخلاقه و فلسفته في الحياة يستمدها من محيطه الثقافي العام، أي من الثقافة الاجتماعية المهيمنة، يدل ذلك قوله صلى الله عليه و سلم: (إياكم و خضراء الدمن، قالوا وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء).
و إذا كانت الهوية هي من صُنع المجتمع و صياغته، فهذا يعني أن المجتمع مسؤول مسؤولية مباشرة عن العناية بمكوناتها و السهر على تثبيتها و ترسيخها في أفراده مستعينا على ذلك بمختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أسرة و مدرسة و نوادي ثقافية و رياضية و إذاعة و تلفزيون و مسرح و سينما، و النصيب الأكبر من المسؤولية في ذلك على الأسرة و المدرسة خاصة، لكونهما يمتلكان وسائل التأثير في الفرد و أدواته، فالأولى تهيمن عليه عاطفيا، و الثانية تؤثر فيه بيداغوجيا، و قديما قال الشاعر العربي أبو العلاء المعري –رحمه الله -:
و ينشأ ناشئ الفتيان منا ***على ما كان عوده أبوه
فمن المهم جدا إذن أن يعي المجتمع أن التهاون في حماية عناصر الهوية الوطنية، يترتب عنه فقدان المجتمع للملامح و السمات التي تميزه عن غيره من المجتمعات الإنسانية، و ذلك معناه، انطماس حدوده، و زوال وجوده.
و إذا علمنا إلى ذلك أن المحتل الفرنسي أيام كان بيننا، قد بذل ما وسعه من جهد لطمس معالم هويتنا مستغلا الفروق العرقية و اللغوية في الزمن الغابر، و هو لا يزال إلى اليوم يواصل مساعيه تلك بدليل رعايته للحركة الانفصالية التي تنادي بانفصال منطقة القبائل عن باقي الوطن، و اتساع نطاق التبشير المسيحي في البلاد، برعاية الإدارة الأمريكية، و تفاقم ظاهرة التشيع في العديد من المناطق في الجزائر، مضافا إلى ذلك كله العولمة الطامحة إلى إزالة الحدود السياسية، و الفوارق الثقافية بين سائر المجتمعات، فإن الأمر بات جدا لا هزل فيه، فلنتجند إذن رجالا و نساء، دولة و شعبا للدفاع عن هويتنا، فدفاعنا عنها هو دفاع عن وجودنا.

الرابط : https://elbassair.org/10147/

قراءة 988 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 14 تموز/يوليو 2020 11:01