(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 02 تشرين1/أكتوير 2020 18:59

ماذا بقي من الأسرة الجزائرية؟

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أما الغرب –و انطلاقا من فرنسا بالضبط لأنها مصدر الشرور الاجتماعية – فهو في طريق الانقراض بتضافر القانون و فلسفة الحياة و علم النفس و الاجتماع و مباركة الكنيسة في بعض الأحيان، و قد جاءت الضربة القاضية على يد اتفاقيات الأمم المتحدة في بكين و القاهرة التي قنّنت إفساد المرأة و القضاء على الأسرة.
حال الأسرة العربية:أما عندنا فهي في الطريق إلى ذلك رويدا رويدا و كأننا مقصودون بالحديث النبوي «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه» – متفق عليه -، هذه السلوكات أصبحت ظواهر اجتماعية منتشرة مع الأسف فقطع الأرحام ظاهرة متنامية، أبناء العم  الخال لا يعرفون بعضهم، الأهل و الأقارب لا يلتقون – إن التقوا – إلا في الجنائز، و هم يسكنون نفس المدينة و ليس بينهم نزاع لكنها قطيعة نتجت عن تلاشي مفهوم الأسرة و صلة الأرحام تحت ضغط الفكر الوافد و ضربات المادية الطاغية التي لم تترك متسعا للأحاسيس و العواطف و المشاعر إلا قليلا.
كثير من الأبناء إذا استقل الواحد منهم ببيته بعد الزواج ينقطع عن زيارة والديه – فضلا عن إخوته – و ربما يكتفي بالإتصال بالهاتف من حين لآخر…هناك من يعيش مع إخوته في بيت واحد لكنه لا يعرف شيئا عن دراستهم و لا عملهم و لا مشاكلهم، ربما لا يكلمهم أصلا و لا يعنيه أمرهم، كل واحد منا أصبح جزيرة منقطعة، منشغلا بفيسبوك و يوتيوب و التلفزيون.
معظم الأزواج لا يتحكمون في نسائهم و بناتهم فتركن البيوت و اشتغلن بالتسكع، همّهن اليومي الشوارع و الدكاكين و الموضة لأن الفكر الوافد أزاح معاني حسن التبعل و رعاية الأبناء و أقنعهن أن المرأة لا تثبت ذاتها إلا إذا «تحررت»، أي انفلتت من ضوابط الدين و الأخلاق و تمردت على الرجل، أي الأب و الأخ و الزوج، فأصبح أبشع شيء عندها أن توصف بماكثة بالبيت.
إذا استمر الأمر هكذا فسنلحق حتما بالأسرة الغربية أي الإنقراض…ألستم تلاحظون ارتفاع وتيرة رمي الآباء و الأمهات في دور العجزة؟ هل كنا نتصور حدوث هذا قبل 20 سنة فقط؟ و حدث و سيحدث ما هو أسوأ منه غدا إن لم نعد إلى ديننا و أخلاقنا، و لا يجوز أبدا ان نعوّل على الدولة و مؤسساتها لإصلاح الوضع فهي غدت في يد العلمانيين الذين تقرّ أعينهم بالمسخ الثقافي و الإنقراض الحضاري، يفرحون بما يؤلمنا و يعدونه تطورا و تحضرا و يسعون عبر مفاصل الدولة إلى مزيد من التغريب …الكرة في مرمى الغيورين على دينهم: الأولياء، المربون، الدعاة، الأئمة الأتقياء الرساليون، جمعية العلماء.
أيها الأولياء الخطر يتهدد أبناءكم.
أجمع الأطباء و المختصون أن الأطفال باتوا مهددين في صحتهم العقلية و الجسدية تهديدا حقيقيا مباشرا بسبب الشاشة و الميكرو و الهاتف المحمول، الأمر واضح جدا: إدمانها يؤثر في أهمّ عضو في الجسم هو المخ و بالتالي سنكون أمام جيل من المعتوهين أو المعوقين بشكل من الأشكال، و هذا ما يفسر الحالات المرضية التي يعاني منها كثير من الأطفال كالتوحد و الإفراط في السكون و الصرع و عدم التركيز و التخلف الذهني و البلادة و العدوانية و الإفراط في الحركة… إنها مسؤولية الآباء و الأمهات الذين انسحب كثير منهم إلى فيسبوك و تركوا أبناءهم عرضة لهذا الخطر الداهم، هذا بالإضافة إلى الأفكار الهدامة و الميل إلى العنف و ذهاب الحياء و الأخلاق الرفيعة بسبب ما يشاهدون من برامج كلها إلحاد و فجور و انحراف.
قلتُ أكثر من مرة: إذا كان الناس يحرصون على الإنجاب ثم لا يوفرون لذريتهم الرعاية المطلوبة فأنا أفتي بضرورة تحديد النسل لأن «كمشة نحل خير من شكارة ذبان»…يجب استدراك الأمر: أيتها الأم أبناؤك أفضل من التسكع بين المتاجر، أيها الأب إياك أن تكون سببا في نشأة جيل مشوه معوق، اتقوا الله في أبنائكم، نظموا أوقات اللعب و المشاهدة، أحيوا الجلسات العائلية، تكلموا معهم مع أبنائكم و بناتكم، مازحوهم، العبوا معهم، اقتربوا منهم، خصصوا لهم مزيدا من الوقت و العطف و الإهتمام.
(بالمناسبة كثير من الأولياء يتملصون من المسؤولية عن هذه الظاهرة و يبررونها كالعادة بالعين و السحر و المس!!)
إخوتي القراء أتدرون من أخاطب بهذا المنشور؟ لا أخاطب «الآخرين» بل أعنيكم أنتم و أبدأ بنفسي…فالحريق ليس في حيّنا بل في بيوتنا.

الرابط : https://elbassair.org/11091/

قراءة 868 مرات آخر تعديل على السبت, 03 تشرين1/أكتوير 2020 10:18