(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 08 تموز/يوليو 2021 08:13

لـمــــاذا ينتحـــر البعــــض وما دورنا نحـــــن؟

كتبه  الأستاذة منال عبد الكريم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يجب أن نعي جميعاً و ندرك أن الانتحار أمرٌ خطير، خطير خطورة الخلود فى نار جهنم و العياذ بالله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:(مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، و مَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، و مَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) رواه البخاري و مسلم، و عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:(مَن قتل نفسه بشيءٍ في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة) رواه البخاري و مسلم.
بالتأكيد هناك أسباب كثيرة و متداخلة للدوافع التي تودى بالبعض إلى ذلك الفعل؛ أسباب اجتماعية و اقتصادية و نفسية؛ و يظهر ذلك واضحاً لمن تابع بعض هذه الحوادث في بلداننا العربية خلال السنوات القليلة الماضية، و هو أمر قد قُتل بحثاً، و لكنني أتكلم هنا عن الدور المجتمعي لكل فرد منا، الدور التوعوي و الإنساني، من التفقد و الاهتمام و الملاحظة للدائرة المجتمعية حولنا، أذكر حادثة منذ ما لا يتجاوز العامين، حيث انتحرت إحدى الفتيات في بلد عربي، فوجدنا مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالحديث عنها، و عن المعاناة النفسية التي كانت تعيشها قبيل انتحارها.
و بدأ أصدقاؤها يتحدثون عن التغيرات السلوكية التي طرأت عليها، و عن سوء حالتها النفسية و المشكلات الاجتماعية و المادية التي كانت تمر بها، بل تحدث أحدهم أنها أخبرته بتفكيرها في الانتحار فاعتقد أنها تمزح، ثم فاجأت الجميع بإقدامها على الانتحار؛ و قد كان الكثير من أصدقائها قد ابتعدوا عنها، و ألقوا عليها باللوم بسبب تغيراتها السلوكية، فباتت فى عزلةٍ شديدةٍ وفق ما تحدثوا به بأنفسهم على صفحاتهم، إذن هنا كان يجب على أصدقائها و المقربين منها أن يكون لهم دور إيجابي لاحتوائها و التخفيف عنها، و تفقدها و الحديث معها و مساعدتها في إيجاد حلول لمشكلاتها التي يئست هي من حلها فكان ما كان.
قطعاً كان ذلك أفضل بكثير و أقل تكلفة من أن يعتزلها الجميع و يهملونها حتى وصلت لمرحلة الانتحار.
إذن بعودتنا للمعاني الإنسانية اليسيرة و التي ربما غابت فى زحام الحياة و مشكلاتها قد نستطيع التخفيف من وطأة بعض الظواهر المجتمعية، تفقد بعضنا البعض و الاستماع لمن لديه مشكلة ما و محاولة إيجاد علاج لها، معاني نجدة الملهوف، و إقالة العثرات، و الإيجابية و التراحم؛ كلها من مبادئ ديننا الحنيف و من سمات الإنسانية و هي بالفعل صمامات أمان للمجتمع.
بتصرف/ بقلم منال عبد الكريم

الرابط : https://elbassair.dz/13216/

قراءة 656 مرات آخر تعديل على الخميس, 08 تموز/يوليو 2021 12:18