(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 01 تشرين1/أكتوير 2014 15:49

ماذا بعد الإنتصار ؟

كتبه  الدكتور زهير عابد من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ها هي الحرب قد وضعت أوزارها، و بدأت استراحة المقاتل في الإعداد للمعركة الكبرى و الفاصلة لتحرير المسجد الأقصى  و كامل فلسطين من البحر إلى النهر من دنس المحتلين الصهاينة، بعد أن أذاقت المقاومة جيش القردة و الخنازير درسا في معركة الشرف و التحدي و الشجاعة التي زرعت في قلبه الوهن و الضعف، لترسم في طريق البداية نهاية هذا الكيان الهش.

و سطر شعبنا في غزة و الضفة و كامل فلسطين ملحمة الصمود و الالتفاف حول مقاومته التي رفعت رأسه عالية، و الذي كان يراهن العدو الصهيوني على انهيار الجبهة الداخلية الفلسطينية و على الانقسام، فقد أثبت شعبنا أنه شعب مرابط و قادر على التحدي بالرغم من الجراح العميقة و الخسائر الكبيرة التي لحقت بممتلكاته و نفسه، إلا أنه خيب أمال العدو عندما خرج من بين الركام الجيل القادم يرفع علم فلسطين عاليا، ليوجه رسالة لهذا العدو المتغطرس و الجبان و يقول له إننا باقون، و سنريكم من ما لم تكونوا تحلموا به، و سنعيدكم تارتكم الأولى، و ستخرجون من بلادنا مدحورين مهزومين يجركم ذيل الخيبة و الانكسار و الهزيمة.

و لكن ماذا بعد الانتصار الذي حققه شعبنا من هذا كله؟ هل بالإمكان استثماره محليا و دوليا و على جميع الأصعدة السياسية و الاقتصادية و القانونية؟ هل نستطيع محاكمة بني صهيون على ما ارتكبوه من مجازر بحق أطفالنا و حجارتنا؟ أسئلة توجه للسياسيين و القائمين على هذا الشعب، شعبكم يريد منكم أن لا تخذلوه و تكونوا عند المسؤولية، و أن لا تضيعوا النصر و تحولوه إلى مجاملات و مهادنات و مصافحات مع العدو، و أن تضعوا الضامن المصري تحت المسؤولية في تطبيق اتفاق التهدئة، و أن تحاصروا العدو حتى لا يتلاعب بالألفاظ و الزمن في استكمال ما تم الاتفاق عليه من إعادة أعمار المطار و بناء الميناء.

أما بخصوص ما حصل من تدمير و قلع للشجر و البشر من أماكنها، فنقول لحكومتنا الموقرة حكومة الوفاق و الاتفاق: نريد أن تضعوا غزة في أولويات قراراتكم و اهتمامكم في و أن يكون الاهتمام بحجم التضحيات التي قدمها أهل غزة، ول ا نستمع إلى أقوال المشككين و المتصيدين في الماء العكر بأنه يوجد في غزة حكومة ظل، و أن غزة خارجه عن السيطرة، فهذه هي أقوال العدو من قبل المعركة و من بعدها؛ فغزة تنتظركم، و تنتظر عملكم الجاد و الحقيقي، لأن غزة بحاجة إلى الكثير و الكثير لكي تستمر في النهوض من بين الركام، و تحافظ على عزيمة أطفالها و كبارها و تبقى عزيمتهم عالية بالرغم عن الدمار و الخراب، و تقول بأن زمن اللقاء القادم ليس ببعيد و الحسم قادم لتحرير كامل فلسطين.

لذا نأمل من حكومة الوفاق التحرك بسرعة نحو غزة، فأهل غزة يحتاجون و يصرخون إلى الجميع بأن لا تكافئونا بالنسيان، فنحن بحاجة إلى كثير من الجهد لأعمار ما تم تدميره و إنقاذ ما تبقى، لكي ندعم صمود غزة لتصبر على ما أصابها و على جراحها و تضحياتها، و تبقى دائما الشوكة التي لا تنكسر في حلق العدو، و أن لا يشعر أهلها يوما بأن ما قدموه ذهب أدراج الرياح، و ديس عليه بالنعال و ردم بين الركام.

فغزة ظروفها صعبة فوق ما يتصوره الإنسان و للإنسان، فهي تعيش فوق الركام،  و الجراح كبيرة و الألم شديد و المصاب جلل،  و هذا طبعا ليس للرعب، و لكن لكي نأخذ الأمر على محمل الجد، و نفكر في كيفية إنقاذ غزة من حافة الانهيار، فهي بحاجة إلى إعادة تكوين من جديد، و الزمن بالذات في غزة يسير بسرعة، فها هو العام الدراسي قد بدأ، و الشتاء على الأبواب، و الوضع الاقتصادي في تردي، و تراكمات الحصار لسنوات ثمان كبير و كبير فوق ما تتخيلون في غزة، و البطالة و الفقر أمورا حدث عنها و لا حرج، تجعل من الجميع أن يكون تحت المسؤولية لرفع المعاناة عن أهل غزة.

فبيوت غزة تحتاج إلى إعادة تأهيل، و المصانع و الكهرباء، و المياه، و التجارة، و الصناعة فكل ما في غزة من جميل قد هدم، و هو بحاجة إلى إعادة تكوين من جديد.

لذا ندعو كل مسؤول أن يتحمل المسؤولية من موقعه و أن يعمل التجار و بسرعة فائقة على استغلال الوقت و البدء في استيراد مواد البناء، و عدم الاتجار بدماء شعبنا و رفع الأسعار؛ و أن لا نستغل الظروف الجديدة و المحيطة، أي يجب أن يكون الجميع في موقع التحدي و المسؤولية.

فغزة تنتظر الجميع من الداخل و الخارج، من أهلنا في الضفة و الشتات، و من جميع الدول الصديقة، و من أشقائنا العرب و أحرار العالم سرعة تقديم المساعدات العاجلة لدعم صبر و صمود أهل غزة، فغزة لم تبخل عليكم في قهر العدو الذي لا يقهر، و هي التي وقفت في الخندق الأول بحجمها الصغير و بفعلها الكبير في وجه هذا الكيان الهمجي و النازي الجديد.

فكل ما يقدم لغزة ليس خسارة بل هو مقدمة لتحرير كامل فلسطين، و النصر للأمة و أحرار العالم في كل مكان، و ليلتفت المتصارعون في كل الوطن، و يروا الصورة الحقيقية لمكان النزال المطلوب، و أن يتذكروا بأن فلسطين توحد الجميع و تنتظر منهم الكثير.

أستاذ جامعي

30/8/2014م

قراءة 1448 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 تموز/يوليو 2015 15:46