(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 12 شباط/فبراير 2015 08:36

ماذا وراء لعبة الموت التي تدار في بلاد العرب...؟

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن ما يجري في البلاد العربية على وجه الخصوص، من صراعات دموية، و حروب فتاكة، أتت على الأخضر و اليابس، لا يمكن ردها إلى مجرد صراعات على السلطة، و تنازع على المصالح، بين القوى الداخلية وحدها، كما أنه لا يمكننا أن نحمل مسؤوليتها إلى التنظيمات الإسلامية منفردة، فأصابع القوى الدولية و الإقليمية واضحة فيها وضوح الشمس في رابعة النهار، و من ذا يستطيع أ ن ينكر الدور الإيراني فيما يجري في العراق و سوريا و اليمن، و من ذا الذي ينكر الدور التركي في الصراع السوري على وجه الخصوص، و أنها اتخذت من الساحة السورية ميدانا للتصدي للتمدد الإيراني في المنطقة، أما دور القوى الدولية فلا أحد يمكنه أن يجادل في أن أمريكا و الغرب، اتخذوا من سوريا ساحة لتصفية الحساب مع الدب الروسي، و العملاق الصيني، كما اتخذوها ميدانا يستدرجون إليه القوى الإقليمية، و إجبارها على الدخول في صراعات دموية حادة، تستنزف قواها الاقتصادية و العسكرية، و تبقيها في حالة من الوهن، تجبرها على قبول شروطهم، تمنعها من الاستغناء عن خدماتهم، و تجعلها تحيا في حالة من التوجس و الخوف من الشقيق و الصديق و الجار، و يفرضوا عليها اللجوء إليهم و الاستعانة بهم و عدم الاستغناء عنهم، و ليس هذا فقط بل إن الحروب التي أشعلوها في المنطقة مستعينين في ذلك بالتنظيمات الجهادية التي اصطنعوها في مخابرهم كما شهدوا على ذلك بأنفسهم و يزعمون محاربتها اليوم، كجبهة النصرة و داعش أن يضربوا ثلاثة عصافير بحجر واحد، فهم قد أرادوا بتلك الحروب التي أوقدوا نيرانها:

1 ) الحيلولة دون قيام دولة وطنية في المنطقة على اعتبار أن مثل تلك الدولة ستعمل جاهدة على السيطرة على الثروات الباطنية و المواد الأولية و توظيفها في تنمية اقتصادية شاملة تجعل المنطقة في غنى عن الاعتماد على السوق الخارجية لتلبية احتياجاتها، و ذلك يرتد سلبا على اقتصاديات أمريكا و الغرب الذين يريدون للبلاد العربية أن تبقى سوقا مفتوحة لتسويق منتجاتهم فيها.

2 ) فرملة النمو الديموغرافي و التزايد السكاني في المنطقة، على اعتبار أن الوضع الاقتصادي المتردي السائد في المنطقة سيدفع الفيئة الشبابية بالضرورة، إلى الهجرة طلبا لحياة أفضل لا تتوفر أسبابها في بلدانهم، و ستكون وجهتهم أمريكا و الغرب بالذات، و بما أنهم قد عجزوا عن تهجين الجاليات العربية و المسلمة و تذويبها في ثقافتهم، و بقيت محتفظة بتميزها الحضاري، و بالنظر إلى خصوبتها الإنجابية فهم يتخوفون من أن تتدعم بموجات بشرية أخرى ترفع من تعدادها، و تجعلها هي الأغلب في البلدان المضيفة، و لذلك قاموا بهذه الخطوة الاستباقية المتمثلة في الإغارة عليهم في عقر دارهم، و قتل أكبر عدد ممكن منهم، حتى يضعوا بذلك حدا للموجات البشرية التي تزحف على سواحلهم و تستهدف بلدانهم، و ليس هذا فقط فهم يوظفون في تلك الحروب أسلحة بيولوجية تتسبب في تشويه الأجنة و العقم و السرطانات المميتة، كل ذلك يرمي إلى إضعاف العنصر العربي في المنطقة، و الحيلولة بينه و بين امتلاك أسباب القوة و الحياة، حتى لا يغدو عنصرا منافسا للإنسان الغربي أين ما كان.

3) تشويه صورة الإسلام لدى المسلمين و الغرب على حد السواء، مما يجعل المسلمين ينقمون على معتقدهم الذي أوجد فيهم تنظيمات دموية تتلذذ بسفك الدماء و إزهاق الأرواح، و تجعل الغربيين الذين انجذبوا إلى الإسلام يعزفون عنه و يعيدون النظر فيه، فالحقيقة التي ينبغي أن لا نغفل عنها هي أن الإسلام هو المستهدف بهذه الحروب التي تدور رحاها في المنطقة، فالغرب قد هاله إقبال بنيه على اعتناق الإسلام، و أرعبه أكثر تغلغل المسلمين إلى مراكز القرار في بعض دوله، فرأى أن الضرورة تقضي بفرملة هذا الزحف، عن طريق فبركة و اصطناع تنظيمات تعمل باسم الإسلام، لكن هدفها و غايتها هي ضرب الإسلام من الداخل، و ذلك بإظهاره للعالمين على أنه دين يدعو إلى العنف، و يشجع عليه، و يأمر به، فإعدام الصحفيين الأمريكيين، و الرهينتين اليبانيتين ذبحا، و معاذ الكساسبة حرقا، القصد منه إلصاق جريرة العنف و النزعة الدموية بالإسلام على وجه الخصوص، و قد سبق و أن أشرنا في مقالين سابقين، إلى أن هيلاري كلينتون قد اعترفت في مذكراتها، أن داعش هي من صنع أمريكا، و أن الغاية منها هي إعادة ترتيب الأوضاع في سائر البلاد العربية مشرقا و مغربا.

تلك هي الأهداف و الغايات التي تختفي وراء لعبة الموت، التي تديرها أمريكا و الغرب في بلاد العرب هذه الأيام، فإلى متى نغمض أعيننا عن هذه الحقائق و نسلم أنفسنا للغرب الذي لا يروم لنا إلا الدمار و خراب الديار...؟  

قراءة 1492 مرات آخر تعديل على الإثنين, 27 تموز/يوليو 2015 18:08