(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 05 March 2015 12:50

ما العمل ليعود الأمل....؟؟

Written by  الأستاذ محمد العلمي السائحي
Rate this item
(1 Vote)

لقد سبق و أن أشرنا في مقالنا السابق، أن اعتماد: "سياسة اللامعقول تهدد الجزائر بالأفول" و نحن نعني بذلك عدم الالتفات لمعاناة المواطن البسيط، و التعامل مع النتائج دون الاهتمام بالمقدمات و الأسباب التي أفرزت المشاكل و أنتجتها، و تبني حلولا سياسية لا تراعي المؤثرات الدينية و الثقافية و الجغرافية على واقع المواطن، و التعامل ببرودة جليدية مع ما يتردى فيه المواطن من مآس، 

فهذه صحفنا اليومية تطالعنا بأخبار من انتحر حرقا، و آخر شنقا، و لا أحد التفت إليهم، أو سأل عنهم، و كأنهم لا هم منا و لا نحن منهم، و ها هي أخبار صادمة أخرى ترد عن أناس اضطرتهم ظروف الحياة لبيع فلذات أكبادهم، و آخرون أعلنوا في التلفزيون على الملأ عن استعدادهم لبيع أعضائهم، و ها هم شبابنا في الجنوب مضت عليهم السنون الطوال و هم يطالبون بالعمل و سلطاتنا لم تحرك ساكنا لحل مشكلتهم و اكتفت بالوعود، و ماذا نقول عن شبابنا الذي مضت عليه الأعوام و هو يتسلل هاربا إلى ما وراء البحار، في الوقت نفسه نطالع أخبارا تفيد بنهب المال العام بكل الوسائل، مما يجعل المواطن يتساءل و له الحق كل الحق في ذلك: هل لدينا دولة؟ لأن مقتضيات المنطق السليم بحسب رأيه، أن الدولة لو كانت موجودة لاستنفرت مؤسساتها للتصدي لتلك المشاكل و وضع الحلول المناسبة لها خاصة و أن تلك المشاكل ليست مما يسكت عنه لاتصالها بحياة المواطن، فاضطراره إلى بيع أبنائه أو أعضاء من جسده يعني أن اليأس قد بلغ به مبلغه، و لجوء الكثير من أبناء الوطن إلى الهجرة حتى الشيوخ منهم و النساء يعني أن أبواب الحياة قد انسدت تماما في وجه أبناء الوطن و هذا يعني أن الدولة قد دخلت مرحلة الاحتضار، و باتت عاجزة عن التكفل بشعبها و الاستجابة لمطالبه و حاجاته، التي لا غنى له عنها للاستمرار في الحياة، و لا أحد يستطيع أن يجادل في أن عدم التكفل الجدي بمشاكل المواطنين، و عدم الاهتمام بهم، و سوء تقدير معاناتهم، سيدفعهم حتما إلى اليأس و القنوط، و لن تكون نتيجة ذلك إلا التفكير في الانقلاب عليها و العمل على استبدال  النظام السائد بغيره، و من ثم فإن الدولة عندما تستجيب للمواطن و تتبنى قضاياه و تعمل على حل مشاكله و هي بذلك لا تخدم المواطن بقدر ما تخدم نفسها، فهي إذ تحل مشاكله، إنما تغلق دونها أبواب الفتن الهوجاء، التي لطالما أطاحت بالعروش، و هوت بالرؤوس، إنها إذ تفعل ذلك، تدعم وجودها، و تحفظ حرمتها و حدودها، و تصون امتداد أيامها، و دوام حكمها و سلطانها، لأنها بتكفلها بمواطنيها تزرع فيهم الأمل و تحرك فيهم وازع الجد و العمل، و تجعلهم أميل للتعاون، و أسرع للتجاوب، و أقدر على التفهم، و لعله من نافلة القول التذكير بمقولة الإمام علي رضي الله عنه: "كاد أن يكون الفقر كفرا" و قد أثبتت الدراسات السياسية أن الفقر كان و لا يزال من الأسباب المباشرة للتمرد و الثورات، ثم يليه في الترتيب الطغيان و الاستبداد، ذلك أن الأول يهدد الوجود المادي للإنسان و الثاني يعصف بوجوده المعنوي، و لذلك على الدولة و علينا جميعا أن نعمل على عودة الأمل بأسرع ما يمكن قبل فوات الأجل و لنا مما يحدث في سوريا و ليبيا أبلغ مثل...        

Read 1251 times Last modified on Monday, 27 July 2015 18:19