(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 26 شباط/فبراير 2017 18:11

انزعوا فتيل الفتنة بين السنة و الشيعة

كتبه  د.عائض القرني
قيم الموضوع
(1 تصويت)

لا تحتاج الأمة الإسلامية إلى مزيد من الشقاق و الفرقة و العداوات و المعارك، ففيها ما يكفيها، و ليس من العقل و لا من الحكمة و لا من المنطق أن يستعدي السنة الشيعة، و أن يستعدي الشيعة السنة، فلن يزيدنا هذا العداء إلا تمزقا و هزيمة و إحباطا و قلة و ذلة، و ما دام أن الله عز و جل نهانا عن أن نسب أعداءه لئلا تكون العواقب أكثر سوءا فقال: (وَ لاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)، فما المصلحة إذن في أن يتراشق الرموز في السنة و الشيعة أو غيرها من الطوائف بالسباب و الشتائم؟ و لماذا نوقد نار الفتنة في دائرة أهل الإسلام و أمتنا الإسلامية تتعرض لحملة عدوان من الصهاينة و من أعداء الله في كل مكان، بل رسولنا صلى الله عليه و سلم يُساء إليه جهارا نهارا برسوم مسيئة و تهم باطلة، فديناه بالآباء و الأمهات و الدماء و الأرواح، فنترك هؤلاء الأعداء و الرد عليهم و نصرة الدين و الرسالة و الرسول صلى الله عليه و سلم و نأتي إلى طوائف أهل الإسلام فنستثير رموزهم و نقلل من شأنهم و ننشر معايبهم دون تذكر للنتائج المؤلمة.

لماذا لا يكون الحوار و التواصل و الجدل بالتي هي أحسن و التعارف مكان التكفير و التبديع و التضليل و التفسيق، لقد شكونا و بكينا و تظلّمنا و اعترضنا على سب أصحاب الرسول عليه الصلاة و السلام*؛ لأن الله رضي عنهم و زكاهم و أثنى عليهم، فهل نأتي لنأخذ السب سلما و الشتم طريقا و القذف منهجا لنصلح ما أفسده الدهر، و الله إن مَنْ أراد الانتقام بالسب و الشتم من إحدى الطائفتين أو غيرهما من طوائف الإسلام لا حقا نصروا، و لا باطلا كسروا، و لمصلحة من يُنشر الخلاف و السب و الشتم و التجريح في الفضائيات و مواقع الإنترنت ؟

و كل مَنْ كتب سطرا واحدا أو قال كلمة واحدة فيها تكفير و تبديع و تضليل إنما صب الزيت على النار و أضاف عود حطب إلى فرن العداوة، و عجبي من أتباع الطائفتين كيف يتحمّسون للخصومة و العداوة و يزرعون الكراهية في القلوب و يغرسون البغضاء في النفوس، لقد مرت بنا مئات الأعوام من السب و الشتائم، فهل أصلحنا بذلك فساد ذات البين؟ و هل أنهينا بهذا المسلك الخلاف؟ و هل داوينا الجراح ؟ بل و الله زادنا وهنا على وهن، و خلافا على خلاف، إن الخطاب الجميل و الكلمة اللينة و الذوق العالي منهج الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، و قد أرشدنا الله عز و جل إلى الحكمة و الرفق و اللين حتى مع فرعون و مع عبّاد الأصنام و مع اليهود و النصارى؛ لأن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، و لا يُنـزع من شيء إلا شانه، كما في الحديث الصحيح، أما قال الله عز و جل: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، فأين نحن من هذا المنهج القويم و الصراط المستقيم؟

لماذا نُخرج الحيات من جحورها و الثعابين من بيوتها؟ لماذا نحوّل منابر الدعوة و الحكمة و الحوار و التربية و الإقناع إلى منابر للسب و الشتم و التكفير و التضليل و التجريح؟ ماذا ينتظر ممن أغضبناه و جرحنا مشاعره و آذيناه في عرضه و معتقده أن يقابلنا به؟ سوف يحاربنا بالسلاح نفسه و الطريقة بعينها، مثلا بمثل سواء بسواء، فلا نحن أقنعناه و أرشدناه، و لا نحن تركناه و حيّدناه و إنما عاديناه و حاربناه و استثرناه و أيقظناه، أيها الناس من السنة و الشيعة و غيرهم من الطوائف أمسكوا ألسنتكم و أغمدوا أقلامكم و السكينة السكينة و الهدوء الهدوء فأمتنا الإسلامية بها من الجراح و المآسي و الصدمات و اللكمات ما يعجز عن علاجه أطباء العالم و حكماء الدنيا حتى صرنا كما قال المتنبي:

فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ إن هذه المعارك المفتعلة هي نتيجة لإعراضنا عن اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم و أهل بيته و أصحابه، و قد حذرنا الله من التفرق و الاختلاف و ذم من وقع في ذلك من أعدائه فقال: (وَ لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

 

*ملاحظة من المشرفة العامة السيدة عنيبة : سب الصحابة و أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم جميعا "لا يقوم به إلا غلاة الشيعة المتصهينين" و ارد هنا كلام أستاذ إيراني من الشيعة الإمامية.

http://archive.aawsat.com/details.asp?section=17&article=554422&issueno=11382#.WLCtydLhBdg

قراءة 1774 مرات آخر تعديل على الخميس, 08 حزيران/يونيو 2017 15:21