(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 17 أيلول/سبتمبر 2017 08:27

عن أي إرهاب تتحدثون...؟ أين أنتم مما يحدث في أراكان

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن ما يتعرض له مسلمو  ماينمار في مقاطعة أراكان من قتل و تشريد و تهجير، لأمر تعجز الكلمات عن وصفه، و إن الصور التي نقلها إلينا الإعلام لصادمة، و هي شاهدة على أن عصاية بورما تشن على المسلمين هناك حرب إبادة و تصفية عرقية، تغذيها نزعة دينية متطرفة، و العجب كل العجب أن العالم الأوروبي و أمريكا التي تزعم أنها تتصدى للإرهاب و تحاربه يصمون آذانهم عن صيحات الاستغاثة التي أطلقها و يطلقها المسلمون هناك، و يغمضون أعينهم عما يتعرض له سكان أراكان من تنكيل و تعذيب، و كأنهم لا يرون في ذلك إرهابا، و لعل ذلك متولد من ربطهم بين الإسلام و الإرهاب، مما جعلهم لا يرون في العنف الصادر عن أي جهة من الجهات غير المسلمة إرهابا، لأن الإرهاب عندهم ما يصدر عن المسلمين و المسلمين وحدهم، و هذه الفكرة التي استقرت في أذهانهم هي عينها التي دفعتهم إلى السكوت عما ترتكبه إسرائيل في حق الفلسطينيين،  مما جعلها لا تتورع عن قتل حتى الأطفال و النساء و الشيوخ، و تفجر مساكنهم، و تجرف مزارعهم، و ها هي اليوم تغتصب الأراضي الفلسطينية في النقب، لتقيم عليها مستوطنات لليهود، و مع ذلك لا يحتجون و إذا احتجوا فإنما يفعلون ذلك على استحياء...

 و العجب العجاب أن الولايات المتحدة الأمريكية التي نصبت نفسها شرطي العالم، تسعى لاستصدار قانون يخول للمواطنين الأمريكيين المتضررين من أحداث 11 سبتمبر مقاضاة السعودية باعتبارها داعمة للإرهاب، و هذا إيمانويل ماكرون جعل من أولى أولويات فرنسا محاربة الإرهاب الإسلامي...

و الأمر الذي يدعوا إلى الدهشة و الاستغراب، أنهم جميعا لا يتحدثون عن  المجازر البشرية التي ارتكبها التحالف الأوروأمريكي في العراق، و في سوريا، و لا ينبسون ببنت شفة  عن القصف الروسي في سوريا الذي أودى بحياة الآلاف من السوريين...

 و هذا يبين أن تعريفهم للإرهاب غير موضوعي و لا حيادي و إنما توخوا في صياغته، ما يحمي مصالحهم، و يكرس سيادتهم على العالم العربي و الإسلامي...

إن الإرهاب هو في الأساس صناعة أمريكية أوروبية، و لا علاقة له بالإسلام لا من قريب و لا من بعيد، فهم الذين شنوا في الماضي حربا صليبية على بلاد الإسلام، و هم في العصور الحديثة الذين غزوا البلاد العربية و الإسلامية و احتلوا أرضيها و نهبوا خيراتها، و هم الذين يدعمون الأنظمة الاستبدادية شرقا و غربا، و يمنعون الشعوب من تحرير نفسها و تقرير مصيرها، و هم الذين يقفون إلى جانب إسرائيل، و يجمونها و يمدونها بالمال و السلاح، و يمنعون الشعب الفلسطيني اليوم من تحرير أرضه و استرداد ما سلب منه، و هم الذين صنفوا حركة المقاومة الفلسطينية حماس حركة إرهابية، لمجرد أنها حركة إسلامية بينما لم يصنفوا بقية حركات المقاومة الفلسطينية حركات إرهابية، و هذا دليل آخر يؤكد تحيزهم ضد الإسلام، و هم الذين يسكتون اليوم عن ذبح المسلمين في أراكان، فلا يحدثوننا عن الإرهاب، فنحن أعرف به منهم...

إن الأولى بهم أن يراجعوا مفهومهم الإرهاب، و يصوغوا له مفهوما جديدا و صحيحا ينطبق عليه و يحظى بموافقة و تصديق المجتمع الدولي، فليس من المعقول أن ننسب الإرهاب للإسلام وحده، و لا نعتبر ما يقوم به بوذيو بورما إرهابا، و ليس من المعقول أن لا نعتبر ما تقوم به إسرائيل في جق الفلسطينيين إرهابا، و ليس من المعقول أن ما يقوم به الروس وأمريكا و غيرهم من الأوروبيين في سوريا و العراق و ليبيا، و ما تقوم به فرنسا في بعض الدول الافريقية إرهابا، إذن لابد من تصحيح مفهوم الإرهاب حتى يتفق الجميع عليه، و يتحمل كل منا مسؤوليته في التصدي له و محاربته، و إلا فلا تحدثوننا عن الإرهاب...

قراءة 1830 مرات آخر تعديل على الخميس, 28 أيلول/سبتمبر 2017 17:16