(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 01 شباط/فبراير 2014 20:21

ماذا يريد النظام السوري من شعبه...؟

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن ما يحدث في سوريا هذه الأيام أمر يبعث على القلق ، و يجعلنا نتخوف على سوريا دولة و شعبا ، خاصة و أن سوريا تعتبر دولة محورية في المنطقة، و نحن نخشى كل الخشية على أن يترتب على ما قد يلحقها من ضعف جراء الصراع الذي يعصف بها في هذه الآونة الأخيرة، أن يرتد سلبا على دول الجوار ، و أن تتضرر من ذلك القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، فلا ينبغي أن ننسى أن سوريا تمثل حجر الزاوية فيما كان يعرف بدول الصمود و التصدي، و لا ينبغي أن ننسى أنها كانت دوما حاضنة للمقاومة الفلسطينية و اللبنانية، و من هنا يكون كل تغيير يطرأ على نظامها له تأثير ه المباشر على القضايا العربية في المنطقة، و هذا لا يعني  أننا ندعو لبقاء النظام الحالي، فهو مع كل أسف قد حرق جميع أوراقه بفعل ما ارتكبه من مجازر جماعية في حق شعبه، و ما مارسه  و لا يزال يمارسه من تنكيل في حق من خرجوا في مظاهرات سلمية يطالبون بالإصلاحات الضرورية لتصبح الحياة محتملة في سوريا بالنسبة لهم، فلجوؤه للحل الأمني و ترجيحه على الحل السياسي قد فاقم  من  الأزمة، و جعل بقاءه أمرا  مستحيلا، لا في نظر شعبه وحده، بل حتى في نظر المجتمع الدولي، و ما العقوبات الأمريكية المسلطة مؤخرا على رأس النظام و بعضا من أعضاء عائلته و مقربيه، إلا دليلا على ذلك.

و إنما نريد أن ننبه الوطنيين في سوريا إلى ضرورة حسم الصراع الجاري فيها في أقرب الآجال، حتى يمكن لها أن تعود لتقلد مسؤولياتها في الصراع العربي الأجنبي في فلسطين و العراق و غيرها من المناطق العربية ، كما نريد أن نقول للنظام السوري بذاته ، أن لاحق له  في استخدام القضية الفلسطينية أو أية قضية عربية أخرى لانتزاع حق بقائه في الحكم ، على رغم اتباعه أسلوبا بوليسيا في حكم شعبه ، و أن الطريق إلى ذلك يمر عبر الاعتراف للشعب بما يجب له من حقوق، و آدائها إليه كاملة غير منقوصة، و أن عليه أن ينزع عن استعمال القوة المفرطة - على حد التعبير الدبلوماسي-  فإن ذلك لن يحل الأزمة القائمة ولن يزيد الأمور إلا تعقيدا، و أنه كلما عجل بفتح باب الحوار مع شعبه  كان خيرا له ، و ساعد ذلك على تصور الحلول الممكنة للأزمة، و ساهم في العودة بالأمور إلى مجاريها الطبيعية في سوريا، أما إذا استمر شلال الدم متدفقا بمثل هذه الغزارة التي نشهدها، فإنه يدفع الشعب إلى الإصرار على موقفه، و سيجعله يرفع من سقف مطالبه، فلا يطالب  بالتغيير فحسب، بل برحيل النظام، و ينبغي على النظام السوري أن يعي تمام الوعي، أن انعدام الثقة بينه و بين شعبه، يجعل شعبه يتخوف من ردود فعله كنظام فيما بعد إذا سكنت الفتنة ، و لذلك عليه أن يبادر أولا بإجراءات تعيد بناء الجسور التي انهارت بينه و بين شعبه ، كإطلاق الأسرى المحتجزين ، و تعويض عائلات القتلى ، و تشجيع النازحين على العودة إلى الديار ، فلعل ذلك يسهم في استعادة الثقة فيه،  و يعود المتظاهرون إلى الاعتدال في مطالبهم ويصبح بقاء النظام بعد الإصلاحات السياسية أمر محتملا.

قراءة 2857 مرات آخر تعديل على السبت, 04 تموز/يوليو 2015 09:24