(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 05 August 2015 10:44

اعمل اليوم ما يسرك أن تراه غدًا

Written by  الأستاذ خالد الرحيمي
Rate this item
(0 votes)

المسلم في هذه الدُّنيا مُطالَب بالإيمان و العمل الصَّالح الْمُقرِّب إلى الله، و أن يكون عمَلُه خالصًا لله، متَّبِعًا فيه هدْيَ الرسول - صلَّى الله عليه و سلَّم - فالعمل الصالح قرينُ الإيمان، و لا يَكاد يُذْكَر الإيمان في القرآن إلاَّ و يُقْرَن بالعمل الصَّالِح؛ ليركز في حسِّ كلِّ مسلم أنَّ العمل الصالح هو البُرْهان الحقيقي على صدق الإيمان و حيويَّته.

و المؤمنُ في هذه الدَّار يعلم بأنَّها ليستْ بدار مقام، بل هي طريقٌ و معْبَر إلى الآخرة، فهو يَتَزَوَّد قبل الرحيل عنها، قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-: "إن الدُّنيا قد ارتَحلَتْ مُدْبِرة، و إنَّ الآخرة قد ارتحلتْ مُقْبِلة، و لكلٍّ منهما بَنُون، فكونوا من أبناء الآخرة، و لا تكونوا من أبناء الدُّنيا؛ فإنَّ اليوم عمَل و لا حساب، و غدًا حسابٌ و لا عمل"؛ ﴿ وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197].

فلا يدع الْمُسلم في هذه الدُّنيا ميدانًا من ميادين الخيْر إلاَّ و سارع إليه بِجهده، أو بفِكْرة يَطْرحها، أو بِمَشورة يحتاج إليها، فهو مُشاركٌ لا يحْرم نفْسَه، قد استقرَّ في ذهْنِه أنَّ هذه الحياة التي منَحَه الله إيَّاها فرصةٌ لا تتكرَّر، فهو دائمُ الفِكْر في كيفيَّة استغلال هذه الفرصة؛ كي يحقِّق فيها ما يُمْكن أن يُحقِّقه شَخْصٌ يعيش في مِثْل ظرفِه، و يَمْلك ما يَمْلكه من مواهب و وسائل، فعزيمته لا تنثَنِي أمام ظرف أو قلَّة موارد.

و مِن أبوابِ الْخَيْر التي مَنَّ الله بِها على العباد هذه الشَّبكةُ(الإنترنت)، التي جعلَتِ العالَمَ كالقرية الصغيرة، فهو ميدانٌ رحْب للدَّعوة إلى الله لِمَن حفظ وقْتَه، و أجاد استخدامه، فكم نرى مِمَّن تذْهَب أوقاتُه و هو يتجوَّل في هذه الشبكة دون هدف ذي قيمة، لا يُبالي بوقته، و لا يَمْلك هَمًّا سوى قتْلِ وقته، فهو لا يَشْعر بوقته و هو يَمْضي.

و الْمُسلم الحريص على نفْع نفسه و نفع أمَّته، هو مَن كان ذا هدفٍ، و صاحِبَ رسالة، فمُهمَّتُه لا تقتصر في هذه الحياة على نفسه، بل تتعدَّى إلى تغيير أحوال أُمَّتِه، و إصلاح مجتمعه.

فلْنُبادر إلى استغلال الفرص، و التَّشمير عن ساعد الْجِدِّ فيما يعود علينا بالْخَيْر، فالدُّنيا مزرعة الآخرة، فاعْمَل اليوم ما يسرُّك أن تراه غدًا.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/29163/#ixzz3hvhHaNFR

Read 1886 times Last modified on Friday, 07 August 2015 07:57