(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 22 April 2015 08:28

قالت: القرآن لم يأمرنا بالحجاب.. فكان هذا

Written by  الأستاذ جاسم المطوع
Rate this item
(0 votes)

قالت: هل في القرآن آية تدل على الزام المرأة بالحجاب؟ قلت لها: عرفيني بنفسك أولا: قالت أنا طالبة في السنة الأخيرة بالجامعة، و حسب معرفتي فإن الحجاب لم يأمر الله به، و لهذا أنا غير محجبة و لكني أصلي و الحمد لله، قلت: طيب دعيني أسألك سؤالا، قالت: تفضل، قلت: إذا كررت عليك معنى واحدا و لكني عبرت عنه بثلاث كلمات مختلفة فماذا تفهمين؟ قالت: كيف يعني؟ قلت: لو قلت لك أحضري (شهادتك) الجامعية، ثم قلت لك مرة ثانية: أحضري (الورقة) التي تفيد بتخرجك في الجامعة، ثم قلت لك مرة ثالثة: أحضري «تقرير» العلامات النهائية من الجامعة، فماذا تفهمين؟ قالت: أفهم أنني لابد أن أحضر شهادتي الجامعية و لا مجال لسوء فهم كلامك لأنك استخدمت أكثر من مصطلح لنفس المعني (شهادة، ورقة، تقرير)، قلت لها: صحيح و هذا ما قصدته بالضبط.

قالت: و لكن ما علاقة هذا بالحجاب؟ قلت لها: إن الله تعالى استخدم ثلاثة مصطلحات في القرآن يعبر بها عن حجاب المرأة، فنظرت إلي باستغراب و قالت: كيف ذلك؟ قلت: لقد وصف الله اللبس الساتر للمرأة بالـ«الحجاب، و الجلباب، و الخمار» فاستخدم ثلاث كلمات لمعنى واحد فماذا تفهمين من ذلك؟ فسكتت، قلت لها: تفهمين أن الموضوع ينبغي ألا نختلف عليه مثل تحليلك للشهادة الجامعية أليس كذلك؟ قالت: لقد فاجأتني بطريقتك في النقاش.

قلت و الأوصاف هي قال تعالى (و ليضربن بخمرهن على جيوبهن) و قال في الثانية (يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) و قال في الثالثة (و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) ألا يدل هذا على تستر المرأة؟ قالت: لقد صدمتني بهذا الكلام، قلت لها: دعيني أشرح لك المعاني الثلاثة باللغة العربية، فالخمار هو ثوب تغطي به المرأة رأسها، و الضرب على الجيوب يعني أن ترخيه ليستر الرقبة و الصدر، و الجلباب هو قميص واسع طويل له أكمام و غطاء للرأس و هو من الملابس الشائعة بالمغرب، أما الحجاب فهو الساتر.

قالت: أفهم من هذا أني لابد أن أتحجب، قلت لها: نعم لو كان قلبك عامرا بمحبة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم، فاللباس نوعان: الأول ساتر للجسد و هو فرض أمر الله و رسوله به، و الثاني لباس ساتر للروح و القلب و هو خير من الأول كما قال تعالى (و لباس التقوى ذلك خير) ، لأن المرأة قد تكون محجبة جسديا لكنها فاقدة للباس التقوى، و الصواب أن تلبس المرأة اللباسين، و هذا الكلام ينطبق على لباس الرجل كذلك.

قالت: كنت أعتقد أن الحجاب لم يذكر بالقرآن، قلت: بل ذكر في القرآن و في السنة كذلك أحاديث كثيرة لم أذكرها لك، و قد أجمع علماء المسلمون عليه، و ينبغي أن تكوني حريصة على التقرب إلى الله تعالى بطاعته، لأن العري من أهداف الشيطان تجاه البشر و هو ما حققه مع أبينا آدم و أمنا حواء، قالت: ماذا تقصد؟ قلت: لما أمر الله آدم و حواء بالأكل من أشجار الجنة عدا شجرة واحدة، وسوس لهما الشيطان (فدلاهما بغرور ـ أي الشيطان ـ فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) فلما عصيا أمر الله بأكل الثمرة انكشفت عورتهما، و هذا هو هدف الشيطان بأن يوصل الناس للعري التام، فلهذا آدم و حواء تابا و أسرعا في ستر عورتهما بورق الشجر، فمسألة اللباس مسألة قديمة بدأت مع بداية خلق آدم، و أنصحك بقراءة كتاب سيكولوجية اللباس لتعرفي أثر اللباس على شخصية الإنسان، لأن اللباس لغة و رسالة و هوية.

قالت: صراحة لم أتوقع مسألة الحجاب و اللباس كبيرة لهذه الدرجة، قلت لها مازحا: هل قررت أن تتحجبي أم تتجلببي أم تتخمري؟ فابتسمت و قالت: لقد فهمت الدرس جيدا، و لكني سأتحجب عندما أكبر، قلت لها: أنت تفكرين و تخططين بطريقة هي عكس ما أمرك الله به، فاستغربت و قالت: كيف؟ قلت: إن الله خفف على النساء العجائز أمر الحجاب قال تعالى (و القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة و أن يستعففن خير لهن) و معنى القواعد هن العجائز اللاتي قعدن في البيوت، فلها أن تتهاون باللباس قليلا بشرط ألا تتبرج بزينة، فقاطعتني قائلة : طالما أن الله خفف على العجائز أمر الحجاب فمن باب أولى نحن الصغيرات نلتزم به، فابتسمت و قلت لها: ما شاء الله عليك ذكية.

ثم بادرتها بسؤال: لقد قلت لي في بداية حديثنا إنك تحافظين على الصلاة، قالت: نعم، قلت: هل تتحجبين في الصلاة؟ قالت: طبعا، قلت: لماذا؟ فسكتت فترة ثم قالت: لا أعرف، فابتسمت و قلت لها: و هل تعتقدين أن الإسلام يأمر المرأة بلباس تقابل به ربها و لباس أقل سترا تقابل به الناس؟ فاستغربت من سؤالي ثم قلت لها: إن الصلاة عبادة و هي جزء من حياتنا، و حياتنا كذلك عبادة نتعبد الله فيها فلباس المرأة في صلاتها هو لباسها في حياتها، و انتهى الحوار.

http://www.alanba.com.kw/kottab/jassem-almotawwea/530551/19-01-2015

Read 1863 times Last modified on Thursday, 09 July 2015 17:11