(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 23 September 2015 07:59

الرؤوس الخمسة..

Written by  د. محمد فهد الثويني
Rate this item
(0 votes)

ثلج صدري، و أطاب نفسي خمسة مشاهد تتكرر مع كل إشراقة صباح جديد.

المشهد الأول:

طفل الخمسة أعوام يودع أباه عند باب الروضة فيقبل رأسه ثم يلوح له بيده.. و عيناه تقولان له شكراً لك يا والدي على تربيتك لي، شكراً على جهدك و تعبك، و أسأل الله أن يجعلني الولد البار بك دائماً.

أما المشهد الثاني:

يدخل علينا الشاب ذو العشرة أعوام نحن جلوس في المسجد ليدعو أباه للحضور إلى البيت لحاجة، فيبدأ بالسلام، ثم يصافح الجميع، و يقبل رؤوسنا واحداً تلو الآخر قبل أن يتحدث إلى والده بأدب و احترام، إنه قرة عين لوالده، و زينة الحياة الدنيا، فهنيئاً للوالد و هنيئاً للولد، و نعمت التربية.. و حسنت الحياة الصالحة.

أما المشهد الثالث:

فهو ذاك الشاب ذو الأربعة عشرة ربيعاً، يلتقي بأستاذه كل يوم فيقبل رأسه قبلتين، تحملان معهما كل معاني الوفاء و العرفان.. و ترفلان بمعاني الشكر و الثناء، و ترسلان للأستاذ أجمل رسائل الاحترام و التقدير.

أما المشهد الرابع:

فهو لشاب في العشرين من عمره، جلس قبالة معلمه قائلاً: أنا رهن إشارتك وقتي كله لك، فجد علي بالعلم و المعرفة و زودني بكل نافع لي في دنياي و آخرتي.. فرأيت في هذا الشاب خير مثال لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم في حبهم للعلم و العلماء.. ثم يقبل الشاب رأس معلمه و ينصرف.

أما المشهد الخامس:

لداعية مسلم أصاب الثلاثين من عمره دخل على شيخه، فلما رآه سارع و قبّل رأسه، و تابع القبلة بعبارات الحب و التوقير و الشكر و الثناء على الشيخ فمهما طال عمر الإنسان يحفظ المعروف لأهله و يشكر الشيخ على إحسانه.
فأمسك الشيخ بيد الفتى و قال له ألا يزال أبواك على قيد الحياة فأومأ الفتى بالإيجاب! فأكبّ الشيخ على يدي الفتى فقبلهما! و قال له: اذهب بهذه القبلة إلى والديك فقبلهما عني، فقد أحسنا و الله تربيتك.

و حاول الفتى رد قبلة الشيخ و لكن الشيخ قال له اذهب إلى والديك فقبل يديهما.

هكذا يكون الإحسان و هكذا فلتكن التربية.. و بعدها ننعم- نحن الآباء- بأولاد بررة، و قرة للعيون.. و جيل صالح.. و بعد أفليست هذه زينة الحياة الدنيا و كنزها الثمين؟!



مجلة ولدي ـ العدد (31) يونيو 2001 ـ ص: 6

http://www.dr-thuwaini.com/site/news.php?nid=8

Read 1619 times Last modified on Friday, 25 September 2015 06:17