(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 02 آذار/مارس 2016 07:32

إذا رأيت مراهقا يدخن أو يحشش ماذا تفعل؟

كتبه  الدكتور جاسم المطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هذا السؤال عرضته على مجموعة من الشباب و الفتيات أعمارهم بين 12 و 16 سنة، و قلت لهم: إذا رأيت مراهقا يدخن أو يحشش أو يشيش فماذا تفعل؟ فقال الأول: أقول له إن الدخان يضر بصحتك، و قال الثاني: أقول له أنت تحرق نفسك و رئتيك بالدخان، و قال الثالث: أقول له: أنت تحرق نفسك بالدنيا، و ستحرقك هذه الشيشة في الآخرة، و قال الرابع: أقول له أنت حر و قد اخترت الطريق الخطأ بحياتك، و قال الخامس: أسأله هل تقبل أن تحرق ثيابك؟ فيجيب لا، فأقول له: أنت قبلت بأن تحرق نفسك و لا تقبل أن تحرق ثيابك، و إجابات كثيرة عرضها الشباب و الفتيات أثناء لقائي معهم بالغرفة التجارية بمكة المكرمة، و كان عدد الحضور بحدود ألف شاب و فتاة، ثم خرج شاب عمره 15 سنة و عرض تجربته بالتوقف عن التدخين، و كيف أنه أثر على أصدقائه فتوقفوا كذلك، كان لقاء رائعا و صريحا مع الشباب، تحدثنا معهم كيف يتصرفون لو وجدوا صديقا لهم في المدرسة يروج الحشيشة أو الدخان.

و أثناء الاستراحة استوقفني أحد أولياء الأمور و قال لي: كيف تتحدث مع الشباب بهذه الجرأة؟ فقلت له: هذا هو الصواب، لأن الأمر انتشر كانتشار الضوء في وضح النهار، فلا توجد مدرسة إلا و فيها على الأقل مدخن أو مروج سواء من الشباب أو البنات، قال: و لكنك كنت تدربهم كيف يتحدثون مع المدخنين و المحششين، قلت له: الصواب أن نربي الشباب على الجرأة في مواجهة السلوك الخاطئ، لأنه هو الذي يشاهده و ليس نحن، فالتوجيه يكون بطريقتين: الأولى التوعية، و الثانية: السلوك الإيجابي، فأما التوعية فنعطيه معلومات عن التدخين و الحشيشة، و لكن الأهم من هذا كله أن نعلمه كيف يتصرف و يتحدث مع صديقه لو وجده يدخن أو يروج للحشيشة

قال أنا معلم بمدرسة ولكني مستغرب من قوة تفاعل الشباب معك، و يخرجون على المسرح و يتحدثون بكل طلاقة و جرأة، و نحن في المدرسة نجبرهم على الخروج! قلت له: ربما لأني حمستهم و لامست قضيتهم  و شجعتهم، و بينت لهم بأني أستفيد من خبرتهم، ثم في الأخير صفقنا لهم، فشبابنا يحتاجون لهذه اللفتات البسيطة التي تدعم ثقتهم بأنفسهم، و لا ينبغي أن نعاملهم و كأنهم متهمون أو مجرمون.

و أثناء حديثنا مع المعلم استأذن ولي أمر آخر بالحديث فقلت له تفضل، فقال: أنا استغربت كيف أنك تعطي الشباب و الفتيات في الدورة التدريبية تمارين باستخدام الآيباد و الجوال، و لا تستخدم الورقة و القلم! كما أنك تسألهم بعض الأسئلة و تقول لهم ابحثوا الآن في غوغل و أخبروني بالنتائج، فقال المعلم: و أنا كنت مستغربا كذلك من ربطهم بالجوالات و اللابتوبات أثناء الدورة، و نحن دائما نحذرهم منها فما هو تعليقك، فقلت لهما: أنا أحب أن أتعامل مع الواقع، و اليوم نحن في زمن لا نستطيع أن نمنع الأجهزة عن شبابنا و فتياتنا، و خاصة في هذا السن، و لكن من واجبنا أن نعلمهم كيف يستخدمون الأجهزة و يوظفون التكنولوجيا بطريقة صحيحة، قال الأب: و الغريب أني رأيت تفاعلهم معك بطريقة عجيبة، قلت له نعم لأنني كلمتهم بما يحبون، و قدمت لهم ما أحب فقبلوا كلامي، ثم التفت إليهم و قلت لهم دعوني أبح لكم بسر، أنا جلست مع الشباب هنا لمدة يومين و ذكرت لهم كما سمعتم قصة "اصبر عن الحرام يأتيك الحلال"، و قصة "يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز"، و قصة "الشاب المحشش و المدخن"، و كنت أتابع ردود أفعال الشباب و الفتيات في إنستغرام و تويتر لحظة بلحظة و هم متأثرون جدا، و قد أعلنت إحدى الفتيات في تويتر أنها ستترك الدخان، و قال لي شاب أنا شاركت معك في التمارين و أنا مدخن، و لكني اليوم قررت أن أترك الدخان و الشيشة، كل هذه الإيجابيات لأننا تعاملنا معهم باحترام، و استمعنا لهم و حاورناهم بطريقة مريحة ليكونوا هم الذين ينشدون التغيير لا أن نغيرهم جبرا

فهذه مقتطفات من دورة "المراهق الذكي"، مع تحفظي على مصطلح المراهقة، لأننا نحن نسمي هذه المرحلة مرحلة "الفتوة" و هو سن التكليف، فهذا السن ليس سنا مزعجا أو سن الانحراف كما يروج له، بل هو سن النضج و سن التفرد و سن البناء و سن الانطلاقة، و سن تحديد الأهداف و الهوية، و أذكر من التجارب الجميلة و الأفكار الذكية التي عشتها مع منظمة شبابية في تركيا تساعد الشباب و الفتيات على ترك الدخان و الحشيشة و الشيشة، و هي منظمة خيرية تطوعية يتم تقسيم الشباب و الفتيات في يوم الإجازة ليتجولوا في شوارع استنبول، فإذا وجدوا شابا مدخنا وقفوا عنده و سلموا عليه ثم عرضوا عليه أن يتوقف عن التدخين، فإذا رفض يستخدمون معه طريقة ذكية و فكاهية لإيقافه، و هي أن يتحلقوا حوله حتى يكون في وسطهم ثم يصفقون مع بعض و يرددون عبارة "أنت تستطيع أن تترك التدخين"، أكثر من مرة مع ابتسامة و ضحكة و مرح فيضطر الشاب أو الفتاة أن يتوقف عن التدخين و يطفئ السيجارة، ثم يتوقفون عن التصفيق و يقولون له: مثلما أنك استطعت أن تتوقف و لا تكمل هذه السيجارة، فإنك تستطيع أن توقفها مدى الحياة، ثم يعطونه هدية و يبحثون عن مدخن آخر، و قد قابلت الشباب الذين فكروا بهذه الفكرة الذكية و عرضوا علي نتائج عملهم المبهرة في إيقاف الكثير عن المدخنين بهذه الوسيلة الذكية، فشبابنا و بناتنا متميزون لو أحسنا التعامل معهم، باستثمار ذكائهم و قدراتهم و مواهبهم بما ينفع دينهم و دنياهم.

http://www.alkuwaityah.com/Article.aspx?id=345420

قراءة 1676 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 آذار/مارس 2016 05:11