(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 14 تموز/يوليو 2019 15:10

الطبيعة… “الصديق الفعلي للطفل”

كتبه  الأستاذة فاطمة الزهراء بطوش
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أبعد الطفل عن المعلم الأول و هي الطبيعة، و تم إغراقه في بيئة مزيفة من الإلكترونيات.

تم سجنه خلف جدران تحجب عنه لمسات أشعة الشمس، و مشاكسات نسمات الهواء، و منع عنه شحنات أصوات أعذب موسيقى طبيعية قد تحدثها التقلبات الجوية.

إن ما نلاحظه للأسف على أطفال المدينة، بل و حتى المتواجدين في الريف بعدهم الشاسع عن اتخاذ ما حولهم كألعاب، فكل لعبهم و ألعابهم جاهزة، تفقد كثيرا ذاك الرونق الطبيعي.

إن الحياة المدنية تحيط الصغار بمساحات إسمنتية للأسف.

كل ما يحتاجه الطفل موجود في الطبيعة، فهي الصديق الفعلي و الفعال له.

بالتربة و الصلصال و ما يوجد من مواد خام فيها..يجسد الطفل خيالاته، بل و يصنع ألعابه بأنامله.. فتكون منه كبعض الروح.. يعجنها براحته فيستخرج أشكالا تلفت انتباهه، و تعتني باهتمامه الإبداعي ربما كالنحت مثلا.

و بهذا يكون قد تم تنمية جمالية الفن فيه.

كما أن المخلوقات التي توجد بالطبيعة التي لا تكف عن إصدار أصواتها..مثل القطط و مناوشاتها، الطيور و زقزقتها، الكلاب و نباحها، الأحصنة و صهيلها.

الحشرات بأشكالها، الحلزون بهدوئه.. كلها أصوات و حركات و أنواع تدعوه للتأمل و الاستماع و يصير مركزا في محيطه، فيتعلم متى يهدأ، متي يبدي ردة فعل، و يتعلم كيف يتحرك، و كيف يوظف أعضاءه.

و بهذا يكون قدم تم تنمية حواسه و عقله و روحه.

السماء بتغيراتها بأمر ما تفرضه عليها تغيرات فصول السنة، الشجر الذي يدعو الطفل للعب حوله فلا يكل و لا يمل منه، بل تنثر عليه أوراق الحب فلا تنهاه و لا تصرخ بوجه و لا تخبره أن يخفض صوته حين يريد تمرين حباله الصوتية بضحكات السعادة.

و لا تدعوه للتوقف عن دورانه بها.

كذلك الأزهار، بألوانها و أشكالها و اختلاف روعتها تبع في نفسه الطمأنينة و الجمال.

فكم هي جميلة حياته مع الطبيعة كصديقة صادقة.

هذا ما يفسره حياة العرب قبل الإسلام و أثناءه، إذ كانوا يختارون مراضع لأولادهم و يرسلونهم للبادية في تكويناتهم في المرحلة الأولى فتغرس فيهم المبادئ و الأخلاق.

و قد بينت الأبحاث و الدراسات أن نشوء الأطفال وسط الطبيعة، و التعلم في مدارس محاطة بالمساحات الخضراء يرفع مستوى الذكاء لديهم، و يجعلهم أكثر قدرة على الاستيعاب و على اكتساب مهارات اجتماعية، بالمقارنة مع تلاميذ المدارس المدن.

و عليه فإن من المزايا التي يحظى بها الطفل حين يكون صديقا للطبيعة ما يلي:

  • يطور الإبداع و يساعد التلاميذ على حل العقبات.
  • يعزز القدرات المعرفية.
  • يزيد النشاط البدني، و يحسن تغذيتهم، و ذلك لمعرفتهم بالتغذية الصحية و لتناولهم الخضر و الفواكه.
  • يحسن الانضباط الذاتي و تقلل التوتر.

لهذا و من هذا المنبر ندعو كل الأمهات و الآباء أن يعطوا لأولادهم مساحة من اللعب بعيدا عن سجنهم بالألعاب الالكترونية، أو داخل المنزل، و من لا تتوفر حوله هاته الطبيعة فإن الخروج في نزهة نهاية كل أسبوع كفيلة بتعزيز تلك الحاجة الماسة للطبيعة.

الرابط :

http://elbassair.org/2462/

قراءة 1069 مرات آخر تعديل على الخميس, 18 تموز/يوليو 2019 06:48