(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 06 آذار/مارس 2020 19:31

لماذا لا نعطي الطفل حرية الاختيار؟

كتبه  الدكتور جاسم مطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قال: لماذا لا نعطي الطفل حرية الاختيار؟

قال إن الإسلام ظلم الطفل عندما لم يعطه حرية الاختيار لسلوكه و قراراته، قلت: لم أفهم كلامك، فما الذي تود أن تقوله ؟ قال: أنا ألاحظ أن الآباء يتولون توجيه و تربية الأبناء من الطفولة و حتى الكبر، و لا يعطونهم حق التصرف و حرية اتخاذ القرار، قلت: إذا رأيت طفلا عمره أربع سنوات و يضع السكينة في فمه، فهل تتركه أم توجهه و تأخذ السكينة من يده ؟ قال: أعلمه و آخذ السكينة منه، قلت: فإن كرر التصرف فهل تتركه أم تتدخل لتوجيهه ؟ قال: أتركه فهو حر في تصرفه، قلت: و لكنه لم ينضج عقله و لم يكتمل نموه بعد، قال: و لكن لابد أن أترك له مساحة حتى يتعلم من الدنيا، قلت: حتى لو أحرق نفسه أو قتل نفسه؟ فسكت.

قلت: هل تعلم من أجل سلامة الطفل و حمايته و حسن تربيته أمر الإسلام بعدة قرارات تربوية و صحية و نفسية، قال: مثل ماذا ؟ قلت: مثل أن للإم أن تفطر رمضان كي لا يتأذي الطفل و هو في بطنها، و كذلك حفظ حق الطفل في النسب، فحرم الزنا حفاظا على النسل و النسب، و حرم إسقاط الطفل (الإجهاض) حفاظا على حياته، و حفظ حقه بالوراثة قبل أن يولد، فلا يقسّم الميراث قبل الولادة حتى يعلم نصيبه، و أمر بأن تكون كلمة (الله أكبر) هي أول كلمة يسمعها كي تنطبع في قلبه، و أمر بتحنيكه بالتمر و هو (وضع جزء بسيط من التمر ممضوغ أو منقوع في فم الرضيع) كي يخفف عنه ألم الأسنان، و أمر بالتصدق بوزن شعره ذهبا عند الأسبوع فرحا بقدومه، و أمر بإقامة وليمة كي يدعو الأقارب و الفقراء له، و أمر بإرضاعه حولين كاملين كي يأخذ غذاءه كاملا، و أمر بحسن اختيار اسمه، و أمر بالإنفاق عليه إطعاما و إلباسا و تعليما و تطبيبا و يعاقب مَنْ يقصر في حقه، و أمر بالمساواة بين الذكر و الإنثى دون أي تفريق بينهما، و أمر بحضانة الأم عند الطلاق و أعطى للأم حقا في ذلك لأنه يحتاج إليها قبل البلوغ، و أمر بالمساواة بين الإخوة و عدم تميز أخ على أخ.

قال: ما شاء الله ما توقعت كل هذه الأوامر في حق الأطفال، قلت: و أزيدك بأن الله أمر بتربيته تربية صالحة و تعليمه الصلاة و العبادات، و تعريفه كيف يتعامل مع ذاته و مع خالقه و مع الناس، و حرّم قتله خوفا من الفقر، و حرّم تفريقه عن أمه حتى لو لم تكن أمه مسلمة، و حذر و حرّم الدعاء عليه من قبل الأهل، و أمر باحترام شخصيته و عدم تحقيره أو إهانته، و أمر بمداعبته و بملاعبته و تقبيله، بل و أمر بأكثر من ذلك كله و هو أن يقول الأب دعاءً قبل أن يجامع زوجته و هذا الدعاء فيه تطهير للرحم بالتسمية و الاستعاذة كي لا يشارك الشيطان به، و هذه لفتة دقيقة في حماية الطفل حتى من الشيطان، قال: و كيف ذلك ؟

قلت: هذا حديث نبوي، فقد قال النبي -صلى الله عليه و سلم-: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبني الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتني، فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان و لم يسلط عليه)، قال: و هذه لفتة جميلة، ما ظننت أن الإسلام أمر الآباء بكل هذه الأوامر حتى ينشأ الطفل نشأة طيبة، قلت: و حتى الاعتراض، الذي ذكرته في البداية بأن الإسلام لم يعط للطفل حرية اتخاذ القرار بمفرده فكلامك غير صحيح، قال: كيف ؟

قلت: لأن بعد البلوغ يكون الطفل هو المسؤول عن تصرفاته و له حرية التصرف و الاختيار و يكون حسابه عند ربه، فإذا أحسن أكرمه الله، و إن أساء حاسبه الله، فتستمر مسؤولية الوالدين في توجيه ابنهما من باب المحبة و المسؤولية في التذكير و النصيحة، و له حرية الاختيار؛ لأنه صار ناضجا و كبيرا و مسؤولا عن تصرفاته، قال: يبدو أنني كنت فاهم المسألة خطأ، و انتهى الحوار.

الرابط : https://www.alyaum.com/articles/6206706/%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D9%86%D8%B9%D8%B7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1

قراءة 977 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 17 آذار/مارس 2020 08:36