(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 18 أيار 2016 10:29

الإسهام الهندي في العلوم الإسلامية

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد أسهم المسلمون في حضارة الهند في جميع مجالات الحياة المختلفة، و أبدعوا في كثيرٍ منها، و في مجالات الحياة المتنوعة؛ في الدين و اللغة، و العلوم و المعارف.

علم التفسير:

فضل التفسير عظيمٌ، و حاجة الناس إليه شديدة، فإن الإفراد و الجماعات لا يطلعون إلى غايتهم من السعادة في الدنيا و الآخرة، إلا بالاسترشاد بالقرآن، و العمل بتعاليمه و نُظمه الحكيمة، و من مؤلفات علماء الهند في علم التفسير - و التي تزيد على ما يقارب ثلاثمائة كتاب -: "التفسير المطهر"، و هو من أفضل ما كتبه علماء المذهب الحنفي في التفسير، و منها التفسير الماجدي؛ للشيخ عبدالماجد الدريابادي.

و نلاحظ أن هناك من أبناء شبه القارة الهندية من قاموا بعِدة تفاسير باللغة الفارسية و الهندية، و من هذه التفاسير تفسير النبابوري، و الذي نطلق عليه "غرائب القرآن و رغائب الفرقان"؛ لمحمد حسن الشافعي"[1].

علم الحديث:

الحديث هو ما أُضيف عن النبي - صلى الله عليه و سلم - من قول أو فعلٍ، أو تقرير أو صفة، و الحديث هو الأصل الثاني من أصول التشريع الإسلامي.

و هناك شبه إجماع على تفوُّق علماء الهند في علم الحديث، لدرجة أن العلامة السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار، قال في مقدمة كنوز السنة: (لولا عناية إخواننا علماء الهند بعلوم الحديث في هذا العصر، لقُضِي عليه بالزوال من أمصار الشرق، فقد ضعُف في مصر و الشام، و العراق و الحجاز منذ القرن العاشر للهجرة).

و لا شكَّ أن مؤلفات علماء الهند في علوم الحديث، لا تُعد و لا تُحصى، و منها: "عون المعبود في شرح سنن أبي داود"؛ للشيخ/ محمد أشرف الديانوي، "بذل المجهود في شرح سنن أبي داود"؛ للشيخ/ خليل أحمد السهارنفوري، و تُحفة الأحوزي في شرح سنن الترمذي؛ محمد بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري، و الرفع و التكميل في الجرح و التعديل؛ للمولوي عبد الحي[2].

علم الفقه:

الفقه في اللغة: العلم بالشيء، و الفَهم له و الفطنة.

و في الاصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، و هو مُستنبط بالرأي و الاجتهاد، و يحتاج فيه إلى النظر و التأمل.

و لقد بلغ ما أُلِّف في الهند في علوم الفقه نحو ثلاثمائة كتاب تقريبًا، و هم أكثر تصنيفًا في الفقه من غيرهم، منها ما هو شروح و حواشٍ على الكتب المعتبرة، و منها الفتاوى، أما الحواشي و الشروح، فمنها "شرح الهداية"؛ للشيخ حميد الدين مخلص الدهلوي، "و حاشية الهداية"؛ للشيخ/ ولي الله حبيب الله الكهنوي.

أما في الفتاوى، فهي كثيرة، و منها: "الفتاوى المالمكيرية"، في ستة مجلدات، و لقد ساهم في تدوينها أربعة و عشرون عالِمًا من كبار علماء الهند[3].

التصوف:

لقد عرَّف أبو محمد رويم البغدادي التصوفَ بأنه مبني على خصال، هي التمسك بالافتقار، و التحقيق بالبذل، و ترْك الفرض و الاختبار، و هو أيضًا عنده استرسال النفس مع الله على ما يريده.

و لقد انتشرت عدة طُرق للتصوف و السلوك؛ منها: الطريقة القادرية؛ لعبدالقادر الجيلاني، و الطريقة الجشتية و إمامها معين السنجري، و الطريقة النقشبندية؛ لبهاء الدين محمد نقشبند، و الطريقة السهروردية لشهاب السهروردي، و الطريقة الكبروبة؛ للشيخ أبي الخطاب الخوارزمي، فمن مؤلفات أهل الهند في هذا المجال ما هو من الشروح: شروح نصوص الحكم؛ لمحيي الدين بن عربي، عين الفصوص شرح النصوص؛ لشرف الدين الدهلوي، الرسالة المكية؛ لقطب الدين الدمشقي.

البلاغة:

البلاغة: هي تأدِيَة المعنى الجليل واضحًا بعبارة صحيحة لها في النفس أثرٌ خلاَّب، مع ملائمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه و الأشخاص الذين يخاطبون، فإن البلاغة قبل كل شيء فنٌّ من الفنون، يعتمد على صفاء الاستعداد الفطري و دقة إدراك المجال، و بين الفروق الخفية بين صفوف الأساليب[4].

و لأهل الهند مصنفات كثيرة في البيان، و البلاغة، و المعاني، نذكر منها: "تذكرة البلاغة في المعاني و البيان و البديع"؛ لمؤلفه الشيخ/ ذو الفقار علي الديوبندي، و كذلك منها: "ميزان البلاغة"؛ للشيخ/ عبدالعزيز ولي الله الدهلوي، و قد قام عالم الهند بتأليف حوالي ما يزيد عن عشرين كتابًا في البلاغة، و ما يزيد على ثلاثين كتابًا في علم القافية و العروض[5].

الصرف:

تدل مادة (ص ر ف) على التغير، و منها أُخِذ المصطلح؛ ليدل على نظام تغير الكلمات تغيرًا داخليًّا أو خارجيًّا، سوى التغير الإعرابي، أما علم الصرف، فهو العلم الذي يصف الظواهر الحرفية، و يُغير حروفها و يُقرِّر قواعدها[6].

و لقد بلغ ما ألَّفه الهند في هذا العلم نحو سبعين كتابًا، و منها على سبيل المثال: ميزان الصرف؛ لوجيه الدين عثمان بن الحسين، و أساس العلوم؛ لمؤلفه الشيخ/ يعقوب أبي يوسف البياني، و نزهة الأحداق في علم الاشتقاق؛ للقاضي محمد بن علي الشوكاني [7].

علم اللغة:

إن لأهل الهند باعًا كبيرًا في علم اللغة أو فقه اللغة، و لهم العديد، بل الكثير من المؤلفات في هذا المجال، فقد اشتملت على اللغة العربية و الفارسية، و التركية و الهندية كذلك، و من مراجع اللغة العربية "العباب الزاخر"؛ للإمام حسين بن محمد اللاهوري، و تاج العروس في شروح القاموس؛ لمؤلفه/ مرتضى بن محمد البلكرامي، و غير ذلك الكثير من المؤلفات، و يقال: إن عدد الكتب المؤلفة في هذا العلم أكثر من مائة كتاب [8].


[1] عبدالغفور محمود جعفر؛ مدارس تفسيرية في تركيا وشبه القارة الهندية، ص: 110، 1997م.

[2] عبدالحليم عويس؛ صفحات من جهود المسلمين في الحضارة الإسلامية، مطابع الفتح - مصر 2003م.

[3] د/ عبدالحليم عويس؛ صفحات من جهود المسلمين في الحضارة الهندية، ص 111.

[4] علي الجارم، مصطفى أمين؛ البلاغة الواضحة، ص 8 - 9، القاهرة ، دار المعارف 1969م.

[5] عبدالحليم عويس؛ صفحات من جهود المسلمين في الحضارة الهندية، ص 115.

[6] الموسوعة العربية العالمية، 15/88.

[7] عبدالحليم عويس؛ صفحات من جهود المسلمين في الحضارة الهندية، ص 112.

[8] المرجع السابق، ص 114.

الرابط: http://www.alukah.net/web/aweys/11393/54243/

قراءة 2256 مرات آخر تعديل على الجمعة, 20 أيار 2016 07:36