(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 24 أيلول/سبتمبر 2017 08:45

رفقا لا تحطم القوارير

كتبه  الأستاذة أم محمد عياطي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

لو تجسدت الرحمة على الأرض لكانت الأم الحنون و الأخت الرؤوف و البنت العطوف و الزوجة الودود. فالمرأة هي الرحمة التي تنزلت على آدم تؤنس وحدته و تذهب وحشته و تداوي آلامه و تزرع آماله قد تولدت من حناياه و نبتت من جسده، فجاورت قلبه و انشقت من بين أظلعه. فهي بضعة منه تحن إليه حنو الجذع للجذر و الغصن للجذع. فهو وطنها الذي سكنته و ملاذها الذي إءتمنته فما الذي جرد آدم من طبعه، فاستأصلها من نفسه فعاد الآمان عنده خوفا منه و الملاذ إليه مفرا عنه ما الذي دهاه فحطم قارورة الروح و اجتث ريحانة القلب و هي الزجاجة. كسرها لا يجبر و لبس ثوب العدوانية في معاشرتها فلا تسمع أذنها إلا فض الكلام و لا ترى عينها إلا فض الفعل و هي في هذا و ذاك تتجرع الحرمان أجمعه (فحتام تؤخذ بالقوة* *و يقتص منها و لم تذنب)

قد أسدل على روحها ستار حالك السواد فهو ليل سرمدي لا يطلع نهاره. فيا حسرتاه على شقيقة الروح و لا معتصما يجيب. ... و كأن تقول بصوت صامت: (و كانت نفسي على مر الزمان عزيزة* *فلما رأت هواني على الذل ذلت) فإن نعجب فعجب لها في مجتمع الرحمة تعاني الأمرين من عنف اللفظ و الجسد ""و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ""الأنبياء 107 ""فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فضا غليظ القلب لانفظوا من حولك "آل عمران: 159 فما مأساة معاناة المرأة في مجتمعنا إلا مأساة غياب الرحمة في القلوب و حلول الجفوة و ما فض التعامل إلا أشواك تزهر في أرض القلوب التي لا تمطر الروح فيها بغيث الرحمة الذي يحول أشواكها رقة و حنانا يقول تعالى ""و جعلنا بينكم مودة و رحمة "" الروم: 21 و لكن آسفاه على المرأة، فهي قبس من الرحمة ضاع مع ضياعها و لا نملك إلا أن نقول: (و ضاق الفؤاد بما يكتم* *فأرسلت العين مدارها).

قراءة 1644 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 20:28