(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 04 آب/أغسطس 2018 08:34

إذا عز أخوك فهن

كتبه  الأستاذة أم محمد عياطي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
(إذا عز أخوك فهن) مثل عربي يحوي لآلئ من الحكمة الرصينة في فن التعامل مع الآخر, و يضرب هذا المثل للحث على ملاينة الإخوان و مسايرتهم و غض الطرف عن هفواتهم و سقطاتهم, و ذلك للمحافظة على بقاء  أواصر المحبة والأخوة بين الأفراد  أو بما يسمى بـ (شعرة معاوية) يقول معاوية بن أبي سفيان: (لو أن بيني و بين الناس شعرة ما انقطعت. قيل: و كيف، يا أمير المؤمنين؟ قال: كانوا إذا مدوها خليتها، و إذا خلوها مددتها )
ففي معترك الحياة الخاصة منها و العامة, تضطرنا الظروف أحيانا للتعامل مع الكثير من أنماط البشر,
منهم ما يوافق هواهم هوانا, فنسر بهم و نأنس معهم,  و منهم من  لا تجاري طباعهم طباعنا, و لا تجانس خلالهم خلالنا, فتتسع  الهوة بيننا و بينهم. و يعمق الشرخ, و لكن لا مناص من الاحتكاك بهم و التواصل معهم. و لا ينجدنا في مثل هذه الحالة إلا سعة الأفق و رحابة الصدر و طول النفس, و هذا ما يهون  علينا طول الطريق الذي يجمعنا بهم, و اختلاف  المزاج الذي ينأى  بنا عنهم, و هكذا نصل و إياهم  إلى مفترق الطرق و قد هونا مشقة المسير و ذللنا. عسر الوصول ""و كلّ أخ مفارقه أخوه … لعمر أبيك إلّا الفرقدان""و حتى نبلغ هذه الدرجة من السمو الذوقي و الارتقاء الأخلاقي مع من نختلف معهم فكريا و ثقافيا أو حتى تربويا, فإن ذلك ليس بالهين لأن الصعود يتطلب  الجهد و المجاهدة. إذا قمنا بمقارنته بالنزول الذي لا يكلفنا جهدا يذكر 
اللهم إلا اتباع النفس و لذة الانتقام المؤقتة التي تعقبها  حسرة الندم و نمو بذرة العداوة و امتداد جذورها بين الأفراد  ليصعب قلعها و استئصالها فيما بعد. و مهما آمنا و سلمنا بالأسلوب الرباني الموضح لنا  "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" (34): فصلت. 
يظل الواقع هو المحك الذي تتضح فيه قوة المبدأ و رساخة الإيمان بالفكرة, قال رسول الله"إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون".
قراءة 1693 مرات آخر تعديل على السبت, 11 آب/أغسطس 2018 18:06