(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 29 تموز/يوليو 2014 21:28

هل تبكي السلحفاة ؟

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عندما شاهد الناس دموعا تنزل من عيني السلحفاة، تساءلوا :هل السلحفاة تبكي ؟

و بعد مدّة تبيّن بسبب البحوث العلمية أنّ تلك الدموع عبارة عن سائل يخرج ليخلّص السلحفاة من فائض الملح الموجود في جسمها.

فالعلم ضد الوهم، و ما قاد شيء مثل الوهم. العلم فيه حياة للناس في دينهم و دنياهم، و ما إنتشر العلم في بلد إلا ازدهر الخير فيه، حتى في معيشة الناس، لأنّ العلماء يوجهون الناس إلى تأدية الحقوق و رفع المظالم، و إلى تأدية الزكاة، و إلى الإحسان إلى المسلمين، فيسود الخير في مجتمعات المسلمين، و ما إنتشر الجهل في بلد إلا عمت الفوضى و قلّت الأرزاق و عمّ البغي و قلّت الأمطار و عمّ الجذب و انتشرت المظالم بسبب ظلم الناس و جهلهم. فالعلماء فيهم حياة و دور في إحياء الدين، و كذلك لهم سعي في أسباب حياة الناس و معيشتهم.

تقدّم المسلمين يكون بقيامهم بدينهم، و تركهم الترفّه، هكذا كان التقدم و هكذا كان السبق للنبي صلى الله عليه وسلّم و لأصحابه. لم يكونوا مرفهين و لم يكونوا منعمين، إنما كانوا رجالا في الحروب و لهم صبر و جلد و تحمّل. أمّا ما يسمى الآن بالتقدم هو الذي جعل بعض الرجال كالصبيان أو كالنساء في نعومتهم، و أضاعهم. لقد بدأ معاصرونا يدركون خطورة المبالغة و الإفراط في الرخاء و الثروة.

يجب التخلّص من الأوهام و الطمع، لقد حذرنا النبي صلى الله عليه و سلم من الطمع، و الطمع هو الشح فقال: «إياكم و الشح فقد أهلك الذين من قبلكم". و في الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما الغنى غنى القلب، و الفقر فقر القلب، و من كان الغنى في قلبه لا يضرّه ما لقي من الدنيا، و من كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر من الدنيا، و إنّما يضر نفسه شحّها".

إنّ المجتمع الذي يؤمن بأنّ السعادة في الامتلاك مجتمع فقير، فقير لأنّه متأثر بالدعايات و الإعلانات التجارية، فقير لأنّه قبل الدخول في معترك التنافس، فقير لأنّه فقد حرية العيش ببساطة وقناعة، الفقر هو فقدان الخصائص البشرية و الروحية و الفكرية.

قراءة 4034 مرات آخر تعديل على الأحد, 18 تشرين2/نوفمبر 2018 14:48