(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 18 May 2023 03:50

"على شفاههم بسمة ثلج"

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

أفكار يندى لها الجبين، تلك التي نسمعها بين الفينة و الأخرى ممن أراد التدليس طالبا الشهرة و ذياع الصيت.
إن المحزِن في الأمر برمته، أننا نسمع هذه الأفكار من أبناء جلدتنا، هم لم يبتكروا شيئا لكنهم يعيدون ترديد ما قاله المستشرقون و المبشرون، فباتوا مجرد أبواق و ببغاوات فقط، تردد ما تسمع دون أن تعقل يتبعون فكرة " خالف تعرف"؟ و الأنكى من ذلك أنهم يجدون الطعن في الدين و القرآن و الثوابت أرضا خصبة، و سلعة سهلة للتسلق و التملق!!
إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من الإفراط في المخدرات فمن دون شك هو الإفراط في اللاوعي، أو ربما في الوعي للوصول لغاية و لا تهم الوسيلة!!
تمر بنا السنون و نحن نحاول عبثا الخروج من عنق الزجاجة.. لكننا كنا دوما نأبى الا أن نبقى في الْقَعْر، فهو أكثر دفئا و أقل شروقا و أخف وطأة.. و لا زال فم الزجاجة يضيق.
ألهذا الحد كان عقلنا البشري مذهل، ليجعلنا نشتمه من جديد.. لنمحو حالة ما، قعر ما سقطنا فيه.. صوت ما قادم من عنق زجاجة لا يفتأ يضيق...!! نتحوصل في القعر و نأبى الخروج.. نحاول تهشيم صور جميلة لأسلافنا و أجدادنا – ممن أخذوا نصرة الدين على عاتقهم - من عصر جميل ذهب و بهت في عصرنا.. حتى المشاعر و الاحساس بخلق الله نحاول سحقها الى الأبد، لكنها تصحو و تستيقظ إذا تعرضنا لموقف عصيب!!
على صدورهم أوشمة لثورة بغيضة، و على شفاههم بسمة ثلج!!
هؤلاء ما زالوا يعيشون فيما أسميه الفرح الكاذب السارق للحظات، و غدا سيخرج الحزن الخامد الخفي، و عندها سيكون حزنا لا فائدة منه.
هل من المعقول أن تكون الصدف بلا سبب؟ و هل من المعقول أن تكون الأحداث غير الاعتيادية التي نمر بها بلا هدف؟ هل الصدف تحدث لمجرد أنها تحدث، أم نحن من جعلها صدفة لأننا أحسسنا باختلافها.. بالتأثير علينا عقليا أو نفسيا حتى لو كانت أمرا عاديا واردا حدوثه.. لست غاضباً و لست مشتعلاً، و لكن لا أكتب، لا أرسم و لا أثور. مستلقٍ أنتظر انقضاء اليوم، أبتسم و أنا انتظر بوقا ينضح بالهراء في وجه الجميع و لا من معلق، بل نكتفي بالتحسر و ضرب الكفين شجبا و استنكارا تماما كطفل صغير يخبر أمه بكل كوارثه، يخبرها بكل شيء دون أيّما تقصير بتفاصيل التفاصيل. و المحزن في الأمر أننا في كل مرة كنا نقصدهم كنا ننسى أن نشير إليهم لنخبرهم أنّ الوجع لن يكون فقط في النهاية الدنيوية بل في البداية الأخروية، الوجع دائماً فيما سيؤولون اليه عند رب العباد، هي فواصل وهمية تسعدهم لحظيا، ثم تأتي الاستمرارية الموجعة بلا فواصل، لن يملُكون لحظة جرأة لتحويلها إلى نقطة..

Read 277 times Last modified on Thursday, 18 May 2023 04:22