(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 15 تشرين2/نوفمبر 2011 08:57

إنطباعات معتمرة جزائرية

كتبه  عفاف عنيبة

بعد العيد الفطر المبارك السعيد، فرحت بإستقبال أخت لي في الروح و في الله عادت من بقاع المقدسة معتمرة، ندعو لها الله أن يتقبل منها أداءها لشعائر العمرة المباركة.

جلست إلي و هي كلها شوق و سعادة ربانية بحظوتها في أداء عمرة يتمناها كل إنسان مسلم صاحب قلب و فطرة سليمة.

أما أنا إستمعت إليها و شغوفة بالتعلم منها و في معرفة  إنطباعاتها عن أطهر و أقدس مكان في الكون كله و ليس فقط في كوكب الأرض. و ها هي إنطباعاتها علي التوالي و قد حاولت أن أختصرها و أن أدلي برأي و رأيها في المشاهد التي عاشتها هناك في البقاع المقدسة :

" يعطي الجزائري و هو معتمر، خارج بلده أنه سليل شعب فوضوي غير متحضر، فلم تهذب طباعه الخشنة و العصبية أخلاق الإسلام و لم يبلغ الإيمان عنده مرتبة الصبر و الحلم. و المعتمرين الجزائرييين بشكل عام لا يستغلون فرصة العمرة للتواصل مع الشعوب العربية الأخري التي يلتقونها في مواسم الحج و العمرة  أو يتدبرون أحوال الشعوب المسلمة الأعجمية التي يجتمعون بها و هم يؤدون مناسك الحج و العمرة، فالتواصل الحضاري الراق يجهله الجزائري.

لاحظت للأخت :

-ربما يعود الأمر لعامل مهم جدا و هو اللغة، فالجزائري لا يحسن الحديث بلغة عربية ناصعة و أما عاميته فهي هجين من الكلمات السوقية و الغير المفهومة و العامل الثاني سببه الشخصية الجزائرية المنغلقة علي نفسها و الإنطوائية، فالجزائريين شعب بعيد عن الإنفتاح عن إخوانه في العقيدة و العروبة.

-صحيح، الملاحظة الأخري أننا كجزائريين لا نستغل فرصة وجودنا في البقاع المقدسة لنتعرف علي ديننا بشكل أعمق و أصح. فمعرفة الجزائري بدينه تتخللها الكثير من الأخطاء و قدر كبير من الجهل و الأمر ظاهر علي الجزائري من سلوكه فقط، فلنقارن فقط بين سلوك المعتمر المصري و سلوك المعتمر الجزائري ندرك فورا البون الشاسع بين الإثنين. الأول يعرف أن الدين معاملة و الثاني  فتصرفاته بعيدة كل البعد عن الروح الجميلة و اللطيفة لعقيدة التوحيد، عصبي، غير صبور، ملهوف، غير متسامح، حقود، غضوب ثم نراه يعود إلي الجزائر بدون توبة نصوح عما بدر منه من معاصي و ذنوب و كبائر قبل أداءه للعمرة و الحج. فالذاهب إلي بيت الله، من الطبيعي و من المفروض عليه أن يبدأ صفحة جديدة في حياته بعد عودته إلي أرض الوطن، يحافظ علي بعض الخصال الحميدة التي يتمتع بها و يسعي إلي التخلص من السيئات الأخري التي تطبع شخصيته و هذا طمعا في مرضاة الله و تحسين مستوي عبادته.

أما إنطباعاتي عن نظام الحياة في شبه الجزيرة العربية و علي الخصوص في المدينة المنورة و مكة، فأكثر ما لفت إنتباهي ظاهرة عدم الإختلاط في بعض مرافق الدولة كالمستشفيات، فالمرأة المسلمة ترتاح نفسيا حينما تذهب إلي المستشفي، فكل طاقم الطبي من شبه طبي إلي أخصائيين جراحيين و موظفين إداريين في قاعات الفحص و التشخيص نساء، و جميل جدا أن تري هؤلاء النسوة في ساعة الآذان تتوجهن إلي الصلاة تلقائيا. نعم فارق كبير و كبير جدا بين الجزائر و بين البقاع المقدسة في هذا الميدان بالذات، في بلدنا الإختلاط صار آفة مسيطرة علي كل مظاهر الحياة و المصيبة أن نساءنا و رجالنا إلا من رحم ربك منهم لا يمتلكون حد أدني من الخلق الإسلامي.

كنت أستمع إلي محدثتي و أنا أعتصر ألما علي بلدنا الذي سيطرت عليه مظاهر العلمانية الصارخة، فالغربة التي تعيشها  القلة المؤمنة في الجزائر صارت لا تطاق و يا للأسف !ّ 

قراءة 2900 مرات آخر تعديل على السبت, 23 تموز/يوليو 2022 19:18