(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 30 تشرين2/نوفمبر 2023 16:42

عبقريتهم و ما مشكلتنا ؟

كتبه  عفاف عنيبة

عشت سنين في أندونيسيا و عند زيارتنا للجزائر نمر علي سنغافورة و هناك لاحظت ما يلي :

هم تفننوا في ضمان عمل من خلال تجاوبهم مع هبات الطبيعة مثل خشب الخيزران...لازال بين عيناي صانع المظلات المزركشة من خشب الخيزران و التي تقي مواطنيه من حر الشمس في عز النهار. فأكثر ما سحرني في شعوب آسيا، أنهم لا يبقون مكتوفي الأيدي ابدا و حتي حالة البطالة لا يعرفونها كما يعرفها ابناءنا في عالمنا العربي...هم يحولون كل شيء إلي عمل يدر عليهم روبيات كثيرة أو قليلة لا يهم...المهم و الأهم أنهم لا يكتئبون و لا ينتحرون و لا ييأسوا من رحمة الله....بل علي خلاف ذلك يبحثون عن سبل العيش الكريم، فنجدهم يتوسدون الخشب و ينامون هانئي البال ليستيقظوا في الصباح الباكر متوضئين متجهين إلي المساجد أو ورشاتهم الصغيرة و السنتهم تلهج بالحمد و الشكر....

كلما أتذكر أولئك الحمالين علي أكتافهم السلع من خلال قفف مصنوعة من ورق الخيزران و كيف أنهم يحولون الأرز إلي كعك لذيذ و السمك إلي وجبة غنية تصبر لأيام.

كلما أتذكر كيف أنهم فرضوا أنفسهم و هم يتسلقون مرايا عماراتهم الشاهقة لتنظيفها بهمة و نشاط و كيف ينشطون تحت امطار الغيث و يعملون بجد....و من لا شيء يحصلون بفعل إجتهادهم علي سلعة قابلة للبيع و الإستهلاك.

في كل دولة زرتها، أول ما أنتبه إليه : كيف أقوام تلك البلاد يتعاطون مع كل الثروات الظاهرة و الباطنة لبلادهم و كيف يؤسسون لتقاليد عمل و إستغلال لوقتهم و إمكاناتهم مكرسين نمط عيش فريد غير قابل للنسخ.

إلهي آه علي عبقيريتهم، فما مشكلتنا نحن ؟

قراءة 229 مرات آخر تعديل على الأحد, 24 كانون1/ديسمبر 2023 14:00