(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 07 نيسان/أبريل 2016 06:37

ذلك العنف الذي مللناه

كتبه  عفاف عنيبة

لا شيء يزعج المرء و الزائر للجزائر مثل المزاج الغضوب و العنيف للفرد الجزائري كان رجلا أو إمرأة. لهذا يتعين علينا تحليل الظاهرة بعين فاحصة و منطق ناقد و بصيرة نافذة، ففي حالة إستمرار الحال علي ما نحن عليه، فمآل مجتمعنا الزوال و قبل ذلك سيقع إنفجار رهيب سيؤدي بنا مرة أخري إلي لغة التصادم المباشر التي عشناها في التسعينيات علي مستوي محدود و ليس واسع كما هو الحال اليوم في سوريا و اليمن.

أولا و قبل كل شيء علينا بالإلحاح علي دور الأسرة في ترسيخ مفهوم التسامح و العفو و التجاوز علي أخطاء بعضنا البعض، فالتربية أول ما تلقن في البيت، تحت رعاية الوالدين و هكذا لا بد لنا أن نتعامل مع أطفالنا و أحفادنا، فنربيهم علي خلق العفو عند المقدرة و إلتماس سبعين عذرا لآخاك و كظم الغيظ و تجنب أي ردة فعل عنيفة في اللفظ و السلوك و هذا ما نعيشه للأسف في واقعنا. فنحن نصطدم يوميا و ساعة بساعة بأفعال و أعمال تنم عن جهل كامل بروح الإسلام الخيرة و السلمية.

من يري المواطن كيف يتصرف في الشارع تتكون لديه عنه صورة واضحة عما يكون عليه في بيته.
و هذا الجنوح السهل في اللجوء إلي العنف اللفظي و الجسدي دون الحديث عن العنف النفسي الممارس يوميا في حياتنا و حياة الغير، له أسبابه العميقة و مسبباته تعود في الأساس إلي فقدان البوصلة في مشوار الواحد منا.
كيف يعيش الفرد منا و هو لا يعلم مرجعيته و إلي أين هو ذاهب و ما هي نهايته ؟ حفرة  قبر يزاحمه فيها شتي أنواع الزواحف و أولها الدود.
كيف نسمح لأنفسنا أن نفقد أعصابنا و ملائكة الرحمن تسجل علي اليمين و اليسار ما نتلفظ به و ما نقوم به ؟ كثيرين، كثيرين جدا ينسون لحظة الغضب العنيف أن فوقهم خالق و أن حسابهم مهما تأخر فهو آت، آت.
ثم لنسئل أنفسنا :
ما هي الخطة التي وضعتها السلطات علي كل المستويات ، الإعلامي و الإجتماعي و التربوي و الثقافي و السياسي و الديني و الإقتصادي لمواجهة مد العنف الزاحف في كلامنا و حركاتنا و سلوكاتنا ؟
فأول عنف ممارس علينا هو عنف سلطة تنفيذية لازالت تتعامل مع المواطن علي أنه كم ملقي، مهمل علي الرصيف.
هذا و القطاع الديني التابع للعمومي و الخاص علي السواء ماذا خطط و ماذا قدم للمواطن العادي في سبيل تهذيب و أخلقة سلوكه العام و الخاص في آن ؟
فأن نتجه في كل مرة إلي الدولة معيب، نحن ماذا فعلنا ؟ ألسنا معنيين كنخبة نحسبها غيورة علي دين الله ؟ ماذا فعلنا بشكل عملي لنعلم المرء إعتماد لغة و جادلهم باللتي هي أحسن ؟ لا تكفي حسن النوايا و لا تكفي نفعل و نفعل و ما نراه في الميدان كرس سياسة أنال بالعنف ما لا أناله باللين و الرفق.
نحن في زمن "تمكننا الثورة الرقمية من تخريج في بحر ثلاث أربعة سنوات جيل متخلق بأخلاق الإسلام[1]" إذا ما عرفنا كيف نخاطبه عبر العلم الرقمي، فماذا ننتظر يا أمة قال فيها الله تعالي خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعرف و تنهون علي المنكر ؟

الرابط:http://wefaqdev.net/art4699.html

 هذه الفقرة جاءت علي لسان الأستاذ عبد المالك حداد[1]
قراءة 1923 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 12 نيسان/أبريل 2016 13:18