(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 13 آب/أغسطس 2017 08:43

قراءة تحليلية لرواية "رضي أمي بأي ثمن" لماري أش1/6

كتبه  عفاف عنيبة

لأكون صادقة، لحظة ما بدأت قراءة رواية "رضي أمي بأي ثمن" لماري أش* لم أكن أتخيل مجرد تخيل أنني سأكتب هذه السطور لفائدة قراءنا الكرام.

و قد إحتجت لقراءة هذه الرواية للترفيه، رغبة مني في الإبتعاد عن المسائل و القضايا المؤرقة لعالمنا العربي الإسلامي و التي أخصص لها حيز هام من عملي.

فإذا بي أجد نفسي أزيد إيمانا بالإسلام دينا و دنيا بعد مطالعتي لهذه الرواية و حمدت الله علي آداب الحشمة و عدم الإختلاط بالرجل إلا في حدود محدودة و عدم تكليف المرأة بعبأ القوامة، فقد أكرم الإسلام المرأة بإلزامها البقاء ببيتها مصونة و حقق لها الآمان عند خروجها لتقوم بدورها في نشر الخير و فعله و تمتين الروابط الإجتماعية، فلا تلهث وراء الرزق و لا تزاحم الرجل في رجولته حتي يبدأ يشك في رجولته بحسب إعتراف  أحد الرجال الغربيين لي.

حمدت الله علي نعمة تحريم اللواط و السحاق، اي عالم مثالي سحري رائع الجمال نعيشه نحن المسلمين الأسوياء !!!!!!!!!!

 في هذه الرواية ناقشت الكاتبة ماري اش، سلطة الكنيسة و سلطة القانون الوضعي و الأعراف الإجتماعية من إباحية و الشذوذ الجنسي و التحرش الجنسي في الإتجاهين و معضلة القيم المادية و قيمة اللذة الحسية و طرحت تصور عبر عملية تمزق نفسية عاشها البطلين الرئيسيين و الأخطار التي تتهدد المجتمع المسيحي الكاثولوكي و كيف أن صاحب العفة في حالة حرب مستمرة ضد شيطان الهوي.

سأقوم بترجمة عفوية للمشاهد من اللغة الفرنسية إلي العربية، فأعذروا عيوب الترجمة.

نبدأ بالمشهد الأول :

"في نهاية الثمانينات  من القرن العشرين بروما في كنيسة المسيح المخلص، تقدمت الدوقة ماجدلينا دي ميسارو أرملة دوق جيانلوكا دي سينارو بثياب الحداد و بوشاح أسود علي رأسها، كان إلي جنبها أب الكنسية ليورناردو دي فيل في حضور مهيب  لرجال العائلتين النبلاء، وضعت يدها و أيدي إبنتيها روزانا و غابريلا علي تابوت زوجها المتوفي و في حضرة  الصمت المهيب/ أقسمت :
اقسم بإسم الرب و يسوع يا أغلي ما أعطاني إياه الرب جيانلوكا أنني لن أتزوج بعدك أبدا و سأسخر حياتي لتربية بنتيك و أزوجهما بزوجين صالحين، ألقاك جيانلوكا يوم البعث عند الرب
."
كانت الوجوه دامعة و حزينة/ تنحت جانبا ماجدلينا ثم تقدم الرجال ليحملوا جثمان الدوق الشاب جيانلوكا دي سينارو و أتجهوا إلي خارج الكنيسة نحو المقبرة العائلية."

لنسجل كيف وضعت المسيحية الكاثولوكية الدوقة ماجدلينا دي ميسورا يدها و يدي إبنتيها علي تابوت ابيهما و نوعية القسم التي اقسمته

لا زواج بعد زوجها المتوفي

تربية صالحة لإبنتيهما

و تزويج البنتين زوجين صالحين.

في إيطاليا في العصر الحديث تعيش أقلية نبيلة كاثولكية، البعض منها متزمت دينيا و ينظر لهم من عامة المجتمع الإيطالي كأصوليين دينيين، و يتعرضون إلي نوع من الإزدراء بإعتبار أن تدينهم فيه الكثير من التطرف.

الدوق الشاب جيانلوكا دي سينارو مات في حادث سيارة، مخلفا ارملة شابة في الثامنة و العشرين من العمر مع يتيمتين روزانا ستة سنوات و غابريلا سنتين.

من أعان الأرملة علي تربية البنتين عمهما بيار لويجي و خالهما الأصغر أنزو دي بنفنيتا و بقت معززة مكرمة في قصر زوجها المتوفي. إلا أن عملية التربية للفتاتين كانت اصعب مهمة توكل لإمرأة شابة غنية و نبيلة في مجتمع إيطالي مادي تخلي عن الكثير من تعاليم المسيح.

المشهد الثاني :

في اليوم الذي كان علي الفتاتين الإلتحاق بالنظام الداخلي لمدرسة إيطالية كاثولكية غير مختلطة، إستقبلت ماجدلينا بنتيها في غرفة إستقبال جناحها :

-روزانا إبنتي أنت الكبري فأرجو منك أن تراعي أختك غابريلا و أعدكما بأننا سنلتقي كل نهاية أسبوع في بيتنا و سنسافر إلي الريفيرا في عطلة الشتاء و سنمضي مع خالكم أنزو و عائلته أجمل أعياد الميلاد.

كبري بناتها روزانا إبتسمت إبتسامة عريضة و قبلت أمها علي جبينها :

-جيد ماما سنجتهد لنحصل علي أفضل النقاط هذا العام.

إلا أن غابريلا لم تكن فرحة بإنفصالها عن أمها الحبيبة، تعلقت بها و هي تمتم :

-ماما لماذا لا نذهب إلي المدرسة العادية لنكون إلي جنبك ؟

-غابريلا المدرسة العادية محرمة، فديننا يحرم إختلاطكم بالذكور الغير المهذبين و أنتن بنات مسيحيات مطيعات للرب.

نستنتج ما يلي :

البنت في العرف الكاثولكي لا تطلب العلم في نظام مختلط.

و تشرح الدوقة ماجدلينا ما  سبب ذلك لبنتيها : البنت المسيحية المطيعة للرب لا تطلب العلم مع ولد غير مهذب.

المشهد الثالث

عند بلوغ البنت الكبري  روزانا سن التكليف، جلست معها الدوقة ماجدلينا ذات صبيحة ربيعية مشرقة و شرحت لها التحولات الفيسيولجية التي بدأت تظهر علي جسمها قائلة لها :

-ستستمرين في إرتداء اللباس المحتشم. سأسمح لك بمتابعة الموضة شرط أن يكون اللباس الذي تختاريه محتشم و طبعا لن اسمح لك بإستعمال المساحيق.

ممنوع عليك خلوة مع أي فتي و لن أتسامح معك و لا عمك و لا خالك في هذه النقطة.

تحتفظي بعذريتك ليوم زفافك.

ممنوع تناول الخمر و إياك أن تأكلي أو تشربي شيء من يد رجل أجنبي عنك إلا عمك و خالك و زوج المستقبل.

 و أفهمت بنتها كيف لها ان لا تسمح لأي فتي بأن يلامسها في أماكن حساسة و محرمة من جسمها كالصدر و أعلي الساقين و الفخدين و الفرج أكرمكم الله و محرم عليه تقبيلها علي الفم.

و كانت الفتاة روزانا تستمع بحياء لأمها و في نهاية حديث الدوقة، سألتها :

-ماما إنني اريد أن أكمل دراستي قبل التفكير في الزواج، فهل يحق لي ذلك ؟

-الزواج أهم من الدراسة لهذا بإمكانك أن تتزوجي حينما يتقدم لك الزوج الصالح و تشتطري عليه إكمال دراستك في عقد الزواج، فالرب أوصانا نحن النساء بحسن التبعل و سيكون ثوابنا علي ذلك أكبر من أي شيء آخر. شرحت لها الدوقة ماجدلينا

كم من أم مسلمة تجلس هذه الجلسة مع بنتها ؟

كم من أم مسلمة تحرص علي سمعة بنتها في مجتمع مسلم مختلط حيث إنهارت فيه قيم العفة و الإستقامة الأخلاقية ؟

كم من أم مسلمة تقول لبنتها الزواج أهم من طلب العلم ؟

كم من أم مسلمة تربي بنتها علي الحشمة في الملبس و المظهر.

 

 المشهد الرابع

عند بلوغ روزانا سن الثامنة عشر و غابريلا السادسة عشر نظم العم حفل تعارف في قصره  بين خيرة شباب الطبقة الأرستقراطية و بنات أخيه، فقد حان موعد زواجهما و حرصا علي أن يكون التعارف بين الشباب الذكور و بنات أخيه و بناته تحت حراسته.

فقدر الله لروزانا  أن تتزوج في أقل من ستة أشهر بعد حضهورها حفل التعارف الذي نظمه عمها بيار لويجي بشاب إيطالي ثري و صاحب نسب طيب و قد قابلها في حضرة امها ليطلب يدها و هكذا طلبها :

-روزانا تتزوجيني ؟

فأحمرت وجنتيها و سعدت بعرضه لأنها كانت تبادله نفس مشاعر الإعجاب و في حضرة ام زوجة المستقبل إشترط عليها هذه الشروط :

-أكملي دراسة الطب لكن  بعد نهاية الدارسة، أريدك أن تبقي في البيت فتكوني ملكة جمال، زوجة رائعة و أم مثالية، هل تقبلين بشروطي ؟

-قبلت.

فتقدم حينها رسميا إلي عمها و حرص هذا الأخير علي ان يكون زفاف بنت أخيه في مستوي الطبقة التي تنتمي إليها.

* الرواية غير منشورة و قد حصلت علي إذن خاص لمطالعتها.

البقية في الحلقة الثانية القادمة إن شاء الله

 

قراءة 1561 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 23 كانون2/يناير 2018 10:59