(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 10 كانون1/ديسمبر 2017 14:02

هكذا يعود الغرب إلى أخلاق العفة

كتبه  عفاف عنيبة

هذه مشاهد أحد أواخر الأفلام الغربية التي تابعتها قبل 2003 تاريخ توقفي النهائي عن متابعة القنوات التلفزية طبقا لتعاليم ديني و إحتجاجا علي غزو العراق. و قد تعرض فيها المخرج الأمريكي آنذاك إلي المعضلة التي تعاني منها الشابة الأمريكية صاحبة المباديء و هي تعمل.


سأل البطل فرانك و هو رئيس الكاتبة الشابة سندرا

-سندرا هل لديك صديق ؟

فنظرت له كاتبته مشدوهة و لم تفهم الغرض من السؤال، فأجابته محتجة :

-لا سيدي ليس لي صديق، إنما لماذا هذا السؤال ؟

سعد البطل جدا بخبر أن الشابة غير مرتبطة برجل، فحاول أن يكون طبيعيا و أجابها :

-مجرد سؤال.

فنظرت له نظرة قصيرة ثم غادرت المكتب.

في مشهد آخر، أعاب أخ البطل و هو مثله رجل أعمال ثري و جد مغرور أعاب علي كاتبة أخيه بأنها في لباسها جد محتشمة و هو لا يفهم لماذا لا تزين نفسها عند مجيئها إلي مكتب أخيه. فكان ردة فعل الكاتبة الغضب الشديد و عندما أتي رئيسها، أعلنت بجدية كاملة :

-أقدم إستقالتي، بعد شهر سأغادر مكتبك. فأبحث لك عن كاتبة أخري غيري.

صعق رئيسها و سارع بالقول لها :

-لماذا سندرا ستتركين منصبك إلي جنبي ؟

-لأن أخاك المغرور شتمني و طلب مني مظهر العاهرة في مكتبك و هذا لن أقبل به علي نفسي فأنا إنسانة لي أخلاق و عفتي لا تسمح لي ببيع جمالي لرؤسائي و زملائي الذكور.

فرد عليها فرانك:

-أترجاك إبقي كاتبتي و أنا من سأتولي توبيخ أخي علي ما قاله لك، أنت جد جميلة بمظهرك المحتشم و أعتذر لك نيابة عن أخي عما بدر منه.

المشهد 2 :

المخرج الأمريكي أظهر سندرا في مظهر الشابة صاحبة الأخلاق العفيفة التي تقيم عند والديها و لم تستقل بنفسها في شقة، نموذج الفتاة الجادة البريئة و يشهد الله رئيسها في العمل فرانك إستغل بشكل مريع طيبتها و براءتها و في مرة من المرات طلب منها مرافقته في السيارة لأداء مهمة عمل، إتبعته المسكينة لتجد نفسها معه في متجر لملابس الرجال، فسألته :

-لماذا أنا هنا سيدي ؟

فأجابها :

-لتختاري معي ملابسي، أثق في ذوقك.

فنظرت له نظرة غاضبة و سكتت و ساعدته بما تستطيع.

و في مرة أخري طلب منها حضور حفل ليلي سيقع فيه توقيع علي صفقات، فرفضت بدعوي أنها مستقيلة و ستعوضها إلي جنبه الكاتبة الجديدة التي إختارها، فألح عليها رئيسها المفجوع بمغادرتها لمنصبها :

-أريدك انت ساندرا هذه الليلة إلي جنبي، فأنا أعتمد عليك بشكل كلي في الصفقات و لا أفهم في التفاصيل كما تفهمينها.

فوافقت المسكينة و لتواضع إمكانياتها، إضطرت لتستعير حذاء السهرة من صديقتها و رقعت فستان سهرة جميل جدا و عند ظهورها في الحفل لم يصدق رئيسها عينيه، لأنها كانت حقا جد جميلة و أنيقة و لاحظ له أخاه المغرور :

-ها أنك تكتشف كاتبتك السابقة كم تبدو جميلة حينما تريد ذلك.

لم يجب أخاه و هرع إليها و قد كانت تبدو محرجة من نظرات الإعجاب للمدعوين الذكور و اشترطت علي رئيسها أن تنسحب سريعا بعد التوقيع علي الصفقات فرفض و هو في حالة حزن شديد أنه سيفقدها.

-أرجوك سندرا، إبقي أنت أضئت الحفل بجمالك.

فأبتسمت له :

-تكفيك كاتبتك الجديدة أنظر إلي أناقتها و جمالها، أما أنا فأكره أن أكون لعبة جميلة يتمتع بها الغرباء لهذا سأغادر في اللحظة التي أختارها.

و فعلت و تركت الحفل حالما وقع التوقيع علي الصفقات.

المشهد 3 :

في إحدي مفاوضات صفقة تجارية، طلب فرانك من كاتبته بأن ترافقه إلي مطعم ليتفاوض مع زبون علي صفقة، فلاحظت له ببراءة :

-سيدي نتفاوض مع زبون في مطعم حانة علي الساعة التاسعة ليلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فأبتسم للكاتبة الملاك :

-نعم ساندرا. الزبون دعانا لوجبة العشاء معه.

فاعترضت عليه :

-طيب إذهب أنت لوحدك الليلة و غدا ليأتي الزبون إلي شركتك و نتفاوض معه علي الصفقة.

فأبتسم مرة أخري البطل الرئيس :

-ساندرا الرجل دعانا للمطعم لنتفاوض معه و رفض المجيء للشركة. حضري نفسك من فضلك.

ذهبت معه مكرهة و في المطعم لاحظت أن مناقشة العقد ستأخذ وقت، فطلبت الحديث مع رئيسها علي حدة:

-ما بك ساندرا ؟

-سيدي والدي منعني من السهر خارج البيت و لا بد أن أكون في بيت والدي علي الحادية عشر ليلا و نحن الآن الساعة العاشرة و نصف.

فأبتسم لها مرة أخري :

-لا خوف عليك أنت معي و لن نتأخر و أنا من سأرافقك إلي بيتك.

لم تطمئن و عادوا إلي طاولة الزبون و كانت ساندرا ترفض شرب الخمر و لاحظ عليها رئيسها إنزعاجها الشديد من التأخر و من الزبون، فقرر قرار جهنمي، نهض من مقعده و ذهب و طلب من موظف في المطعم :

-ضعوا خمر خفيف في كأس الآنسة علي مسؤوليتي.

قرر هذا القرار لتنسي عامل الزمن المنقضي و المسكينة حينما شربت كأس العصير لاحظت للتو تغير طعم المشروب.

إلا أنها شربت مرتين و للحظات نست عامل الوقت لكن كان عقلها حاضر و أبدت صراحة إمتعاضها، فأسرع رئيسها بإمضاء الصفقة و نهض من مقعده داعيا إياها بالمغادرة. ففرحت إلا أنها سألته و هي تجلس إلي جنبه في السيارة :

-كم هي الساعة الآن سيدي ؟

فأبتسم مجيبا إياها :

-الواحدة و نصف صباحا.

فكاد يغشي عليها و أنفجرت بكاءا :

-آه يا رب ماذا سأقول لأبي ؟ فهو من المؤكد أغلق باب الشقة و لا أملك نسخة من المفتاح لأدخل. إشتكت عبر دموعها المنهمرة.

فرد عليها البطل و هو يكفكف دموعها :

-ستمضين الليلة في جناحي سندرا لن أتركك في الشارع.

صرخت صرخة مدوية :

-يستيحل سيدي إنني كاتبتك و لست زوجتك و لن أسمح لك بأن تشوه سمعتي بإستهتارك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

-آه يا سندرا لم أري في حياتي فتاة في عفتك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أنت ملاك!!!!!!!!!!! إطمئيني ستنامي في جناحي لوحدك و سأغادر إلي جناح آخر في الفندق المهم أن ترتاحي.

فنظرت له متشككة:

-و ماذا سأقول لأبي غدا سيدي ؟ أنني نمت في بيت رجل غريب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

-سأقابل أباك و سأشرح له كل شيء.

و بالفعل قابل البطل أب كاتبته و أول ما تكلم معه قال له ما يلي :

-إبنتك سلبت عقلي و أستحوذت علي قلبي و لا تتصور سيدي كيف أصبحت حياتي قطعة من الجنة و هي إلي جنبي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فأبتسم الأب و قال له :

-سيدي إبنتي درة من الدرر النادرة و أوصيك بها خيرا.

المشهد 4 :

خلق الله عز و جل الأنثي بطبعها تريد ان تعتني بفرد و هو الرجل، فلنعطي دمية لطفلة صغيرة سنلاحظ عليها أنها تغدق عليها بإهتمامها و عطفها تغير لها ملابسها و تمشط لها شعرها الحريري و تناولها الأكل في ساعات محددة و هذه غريزة الأنثي التي لن تتغير أي كانت الإنحرافات في الفطرة و هذا ما عاشه  فرانك مع سندرا كاتبته. فوجدته في حالة طلاق مع زوجته عملت له و أخلصت له كانت تعتني بكل صغيرة و كبيرة في حياته. تهيأ له ملابسه تختار له ألوان ربطات العنق، تعرف أين يضع ساعته و كيف أنها تتجنب الحديث معه في العمل حينما يكون مزاجه متكدر، تخفف عنه وتيرة العمل و تتحمل ضغوط إضافية علي نفسها لتمكنه من أن يكون موجود في مواعيد إجتماعات الإدارة و مراسم التوقيع علي الصفقات.

كان وجودها في حياته بمثابة نعمة من السماء و ذات يوم سألها برغبة منه في معرفة حقيقة مشاعرها ناحيته، قائلا لها :

-سندرا أنت تقومين بكل هذا معي و لست مطالبة به لماذا ؟

فأجابته إيجابة صعقته :

-لأنك مطلق عازب لوحدك و تثير الشفقة. فأقوم بالإعتناء بك رحمة بك و بدافع الإنسانية المحضة.

تصوروا قراءنا الكرام ردة فعله المسكين..........

المشهد الخامس :

أبدع المخرج الأمريكي للفيلم في إظهار مزايا أن تظل الفتاة ملتزمة بمباديء الجد و العفة في وسط مهني فيه كثير من الإبتزازات علي المستوي الجنسي، أصف لكم هذا الموقف:

كان رئيس سندرا متزوج و قامت بخلعه زوجته عندما إكتشفته متلبس بجريمة الخيانة الزوجية في بيت الزوجية، و طالبته بتعويض ضخم بإعتبار أنه رجل أعمال ملياردير فأختار لنفسه كاتبته كي تكون محاميته و قد كان هذا عملها الأصلي، فقامت بواجبها ناحيته دافعت عنه أمام زوجته و استطاعت أن تخفض في قيمة التعويضات كون أن شهادتها لوحدها كي تثبت علي زوجها خيانته لها غير كافية. أيام بعد طلاقه اخذ غلاف جريدة و أظهرها لكاتبته سندرا :

-أنظري ماذا يقول العنوان ؟

فألقت نظرة خاطفة و لم تعقب فقد كانت مشغولة بحسابات معقدة، فلاحظ لها رئيسها :

-سندرا ألم تقرئي ما كتبوه عني بعد إنتشار خبر إنفصالي عن زوجتي ؟

-قرأت سيدي إلا أن الخبر لا يعنيني.

-كيف لا يعنيك فقد صرت حر ؟ إستغرب.

فرفعت عيناها و بدت معالم الغضب و الإنفعال علي وجهها و بصوت جليدي ردت عليه مطالبة إياه بالصمت ليتركها تكمل عملها:

-لا يعنيني أن تكون حرا سيدي و رجاءا لا تكلمني عن حياتك الشخصية، فأنت رئيسي و أنا كاتبتك و بإسم الرب أتركني أحسب ببال مرتاح.

فصمت مكرها لأنه تأكد من أن الشابة الرزينة عاقلة زيادة علي اللزوم و في مشهد آخر قررت فيه الإستقالة بعد ما أخلف وعده لها بعدم تهديم بناية تاريخية ليبني عليها مجمع تجاري ضخم:

-كيف تخاطرين بمستقبلك المهني من أجل بناية قديمة ؟ إحتج عليها.

-لأنني إنسانة تحب الماضي و التاريخ و هذه البناية لها هندسة تاريخية رائعة و لا يقبل ضميري الحي فكرة ان تهدم بغية ان تكسب أنت و أخيك مزيد من المال. أجابته مفحمة إياه.

فترجاها و هو يكاد يبكي :

-سندرا الحياة بدونك لا قيمة لها كيف تتركيني...

فقاطعته بحزم :

-أولا لست زوجتك و لا تخاطبني بصيغة تعرض سمعتي للشبهة فرجاءا ستجد كاتبة تليق بروح البيع و الشراء التي تتميز بها، وداعا.

إضطر الرجل في النهاية لأن يتنازل عن كل شيء لهدف واحد أن يستعيد كاتبته هذه المرة كزوجة و قد عذبته العذاب الأكبر قبل أن تقول له بحلاوة إبتسامتها :

-نعم أقبل بك زوجا.

طار فرحا و تم الزواج و حاز علي إمرأة بمليون إمرأة لمجرد أن سندرا كانت شابة غضة تتعامل مع أمور الحياة بصدق و جد و أمانة كبيرة جدا...

يا ريت لو كانت نساءنا مثلها................................

01-12-2017

قراءة 1581 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 24 نيسان/أبريل 2018 18:55