(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 17 كانون1/ديسمبر 2017 13:53

الصمت و الدعاء و إنتهي

كتبه  عفاف عنيبة

سحبت الستائر جانبا، شق قبة السحاب الكثيف خط أزرق من السماء، ففهمت أن العاصفة إنتهت و بدأ الغيث يهدأ لتسمع موسيقي زخات المطر تتساقط علي ممرات الحديقة، بيدها الأخري، الهاتف النقال يرن من دون رد.

وضعت الجوال، و سرحت لحظات. ها أنها بعد عشرة أيام من إجراء عملية دقيقة لقريبتها. زارتها و سألت عنها بإنتظام لكن عودة ميساء المبكر للعمل أقلقها. فهي لم ترتاح، غادرت المستشفي يوم بعد العملية و صاحبة العمل ألزمتها بالرجوع إلي منصبها و هي التي في حاجة إلي راتبها، مسؤولة عن إخوانها و زوجها و إبنيها في عمر الجامعة، ماذا تفعل ؟  قبلت علي مضض و طوال الأسبوع أغلقت هاتفها و ها هي في يوم راحتها، لا ترد.

فجأة رن الجوال، رفعته مسرعة. جاءها صوت بنتها البكر، ردت بصوت رتيب :

-كأنك مشغولة البال أمي.

لم ترد أن تزعج إبنتها بتخمينات لا مدلول لها.

بعد ما أنهت  المكالمة، عاودت الإتصال و أخيرا أجابتها ميساء :

-يا إلهي صوتك منهك للغاية يا أختي، لاحظت بقلق لم تنجح في إخفاءه.

-أما صوتك أنت يا عبلة فهاديء و آت من عالم كل شيء فيه مرتب.

-ميساء ما بك ؟ متي ينبغي أن تعودي للمراقبة ؟

-بعد أسبوعين، من الطبيعي أن أكون متعبة، عملية، و مسؤوليات و...

قاطعتها عبلة:

-و هل يعقل هذا ؟ أنت تغامرين بصحتك .

-بالفعل أتلاعب بالشيء الوحيد الذي تبقي لدي، صحتي... ثم إستطردت ميساء :

-ماذا أفعل ؟

-سأقوله لك، ضعي كل أحد أمام مسؤوليته و أنتبهي لنفسك و لصحتك، أجابتها بعصبية عبلة.

-و هل أقدر علي ذلك ؟ راتب زوجي لا يكفي و متطلبات الحياة تزداد يوما بعد يوم و أختي الكبري في حاجة إلي مالي و...

-طيب، ميساء صحتك مسؤوليتك في الأول و الآخر و ما دخلي أنا ؟ لا أطيل عليك، نهاية أسبوع مريحة و طهور إن شاء الله.

ساد صمت قصير في السماعة ثم جاء صوت المريضة خافتا :

- شكرا، في أمان الله...

جلست عبلة و رمت بنظرها إلي ما وراء باب النافذة أمامها :

"إغتسلت الحديقة و هكذا أراحني الله من تنظيفها، لا بد لي من إختيار زهور جديدة لمقدم الربيع."

صوت النقال المتدحرج أيقظها، نظرت مليا في إتجاهه ثم تمتمت : "أحيانا من الأفضل لنا و للآخرين الصمت و الدعاء و أنتهي..."

24-03-2017

قراءة 2009 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 حزيران/يونيو 2018 19:58