(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 16 حزيران/يونيو 2018 09:02

علاقة الوثن بالعنف الإجتماعي في الجزائر

كتبه  عفاف عنيبة

كنت أقرأ منهمكة و منشغلة بكتاب السيد سليمان مظاهر بعنوان : "العنف الإجتماعي في الجزائر"

شعرت بحنق و أنا أتأكد من تشخيصي الذي توصلت إليه منذ سنين عديدة و هذا قبل مطالعتي للكتاب :

الوضع في الجزائر يعرقل أي حركة نمو خلق أو إبداع و هذا بسبب تحكم نسيج العلاقات الإجتماعية التقليدية التي ورثناها عن حقبة ما قبل الإسلام و التي تلبست الدين الحنيف بعد الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا و بات فعل التغيير للنهوض و نفض عنا غبار التخلف و الإنحطاط عدوها اللدود.

فالكاتب سليمان مظاهر أكد فعليا و عبر عمله العلمي و القريب من الموضوعية أن لا مجال للحديث عن نمو و تطور في الجزائر إذا بقي المجتمع الجزائري وثنيا في سلوكاته و ممارساته و الوثنية هنا مقصود منها كبح فينا أي علاقة إجتماعية صحية تقوم علي الموضوعية و الإستقامة الأخلاقية و العمل علي التغيير السليم في سبيل سلامة و إزدهار كل المجتمع و ليس حفنة من الإنتهازيين و التشبث بالمحسوبية و الرشوة و الأنانية و الربح السريع و إفساد مجموع النسيج الإجتماعي لأغراض نفعية جد ضيقة.

هذا و النظام السائد يلغي شخصية الفرد بل يشعر المرء أن لا قيمة له بدون الجماعة و هذه الأخيرة و منذ آلاف السنين تمارس وصاية غير شرعية علي الفرد بحيث تتحكم في قراراته المصيرية. فصار الفرد عندنا ممسوح الشخصية و لا وجود له إلا عبر منظومة الأفعال التي تفرضها عليه الجماعة و التي تلفها بغطاء من القدسية الذي يقتل كل رأي مستقل او كل مقاومة ذاتية.

بل تكونت لدي العوام ذهنية سلبية مريضة تؤمن بأن الرزق حبيس المفاهيم الخاطئة التي شب عليها و التي تدعوه إلي اللجوء إلي الحيلة و الغش و الكذب و الإستيلاء علي حقوق الغير و علي تجاوز القوانين و كل ما هو صحيح من وجهة نظر الأخلاق. فكيف يتأتي لمثل هذا المجتمع المريض المهزوز و المنهار قيميا أن ينهض أو يدخل دورة حضارية ؟

يستحيل ذلك و هو علي ما هو من تمسك بنسيج علاقات إجتماعية حولت الأباء و الأجداء و الأقرباء إلي آلهة يتوسل منهم الحماية عوض أن يطلب أسباب الآمان من الله عز و جل و بسلوكه السلوك المستقيم الذي يضمن له صيرورة صحيحة.

و قد شرح الكاتب معضلة دور الدين الإسلامي في حياة الجماعة في الجزائر و شخص القضية تشخيص صحيح بإعتبار أن عند الفتح الإسلامي سكان البلاد من البربر لم يأخذوا من الإسلام صفاءه و قواعده السليمة بل قاموا بعملية إضفاء عليه مفاهيمهم الوثنية التي حولت الحياة إلي طريقة عيش بعيدة كل البعد عن المعاني السامية للدين الحنيف و هذه فقرة من الفصل السابع تحت عنوان " عنف المقدس" صفحة 167 تثبت ذلك :

"أكد أوغستان بيرك :" ليس صحيح أن يقال أن العرب أسلموا البربر، نحن نعتقد علي خلاف ذلك أن البربر قاموا ببربرة الإسلام، هم جعلوه محليا، دمجوه، عجنوه و كيفوه بحسب ذهنيتهم و أخلاقهم."

و طبعا و مما لا شك فيه أن ذهنية البربر و أخلاقهم آنذاك كانت وثنية بإمتياز و نحن نعيش اليوم رواسبها و تراكماتها في سلوكاتنا و أفعالنا.

 

La violence sociale en Algérie, Slimane Medhar, Editions  Thala 2011.

قراءة 1109 مرات آخر تعديل على السبت, 30 حزيران/يونيو 2018 14:57