(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 28 نيسان/أبريل 2020 07:15

القابلية للفساد لدي نخبنا و المخرج

كتبه  عفاف عنيبة

آن الآوان للحديث عن فساد الذمم لدي النخب أي كان تخصصهم أو نشاطهم. آن الآوان لنتكلم بصراحة شديدة حول تصورنا لمجتمع جزائري مسلم سليم و معافي حضاريا و دينيا.

منذ 2008 و أنا أعيش علي وقع مهزلة كبري أبطالها النخب السياسية و الإقتصادية و الثقافية و... و ... 

كل من شارك من قريب أو بعيد في التمديد لعهدة ثالثة للرئيس بوتفليقة لا يحق له أن يتكلم أو يتفلسف حول ماهية الحكم و مشروع الجزائر المستقبلية. كفانا متاجرة بكل مقدس و بكل شيء من أجل صورة في الإعلام و مانشيت عريض حول شخصية مضخمة لا تمت بصلة لواقع الشعب.

كفانا فساد و إفساد للضمائر أي كان موقع هذا النخبوي، عشنا منذ 1962 حقبة "عاش الزعيم" و كأن رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية شخص معصوم له مطلق التفويض في التصرف في شؤون البلاد و العباد بدون ادني إعتبار لمواد الدستور، هذا الدستور الذي ضحينا من أجله ثلاثة أجيال إبان الإستدمار الفرنسي و لأكثر من خمسين سنة من الإستقلال.

برنامج أي رئيس محدد بعهدة زمنية معينة، لتجديدها مرة واحدة لا بد أن تحصل علي تزكية الأخيار و الأتقياء و ليس كل من هب و دب يدلي بصوته.

نحن ملزمين بمقاومة النفس الأمارة بالسوء و التواضع و إعتبار أنفسنا كلنا سواسية أمام الدستور و القانون، ليس هناك أحد مستثني من المتابعة و العقاب.

غضب الحراك الوطني المبارك في بداياته كانت له مبرراته الموضوعية، لا يعقل أن نبقي حبيسي أهواء عصابة تمددت و أفسدت البلاد و العباد لكن ذلك الغضب فيما بعد وقع توظيفه لغير صالح الدولة و الشعب و كنا قاب قوسين من الصدام لولا رحمة الله الذي انزل علينا البلاء ليضع كل أحد أمام مسؤولياته.

نحن الآن و غدا إن شاء الله مطالبين بتصفية النوايا و القلوب ملزمين بالإنضباط و إحترام سنة التغيير و تقويم أنفسنا و الإعتماد علي كفاءاتنا و إمكانياتنا و أهم ثروة في الكون : الإنسان.

علي النخب أي كان مجالها أن تدرك خطورة الموقف و ضخامة التحدي و لا مفر من تحمل مسؤولياتها كاملة.

فالمواطن البسيط يريد أفعال في الواقع المعاش و ليس سفسطة كلامية تطل عليه من شاشات التلفاز.

ينتظر المواطن البسيط تحسن ملموس في الأداء و بدون ذلك سيفقد الجميع البوصلة. أن نصل إلي درجة فقدان الثقة التامة في مؤسسات الدولة، فهذا أخطر الأخطار و لا مناص لمسؤولي اليوم و غدا و للنخب من إسترجاع هذه الثقة المفقودة بأخلقة الفعل السياسي و إلا سنشهد إنتصار منطق "أنا و بعدي الطوفان."

 

 

 

قراءة 948 مرات آخر تعديل على الإثنين, 26 تموز/يوليو 2021 11:29