(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Tuesday, 21 July 2020 03:19

في مصعد فندق الإستقلال طهران

Written by  عفاف عنيبة

جوان 2004 :

من سجل الذاكرة :

أمضيت أسبوع حافل بطهران بمناسبة ذكري وفاة مؤسس الدولة الإيرانية العصرية آية الله الإمام الخميني رحمه الله، في يوم  كنت قد أخذت المصعد لوحدي كي ألتحق بغرفتي، في أحد الطوابق توقف المصعد و دخل الدكتور ناصيف نعمة أحد كوادر حركة أمل اللبنانية، حيينا بعضنا البعض :

-سأنزل عفاف لا بأس ؟

-لا بأس. قمت بالرد عليه.

-هذه الليلة سأغادر لمشهد ألا تأتين معنا لزيارة مقام الإمام الرضا ؟ سألني.

-لا* دكتور. اجبته.

-إنها فرصة نادرة تتاح لك فالمجيء إلي إيران دون زيارة مشهد مؤسف. ألح علي.

إبتسمت :

-لا دكتور لست متحمسة لزيارة مقام الإمام الرضا رضوان الله عليه، خاصة إنني متعبة. ما هي وسيلة النقل التي ستلجأ إليها في سفرك إلي مشهد ؟

-الطائرة، فالمسافة بعيدة بين طهران و مشهد.

سكت، إنفتح باب المصعد و غادر الدكتور، عاودت الصعود فإذا بأحد علماء الحوزات العلمية يصعد فسألني بعربية ناصعة :

-ما هي الدولة التي تمثليها سيدتي ؟

-الجزائر.

فتغيرت لهجة عالم الحوزة و هو يسألني بحدة :

-لماذا الجزائر حريصة كل الحرص علي علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة الأمريكية ؟ هل يعقل دولة مع رصيد الجزائر أن تكون علاقتها جيدة مع ألد أعداء الإسلام و المسلمين ؟

أخفيت إبتسامة و قمت بقصفه بالمدفعية الثقيلة :

-علاقتنا مع أمريكا سيادية و لن نسمح لأحد أن يلقننا دروس هذا و نحن ليس لدينا أي نية في التطبيع مع العدو أو نزاول أي نشاط تطبيعي مع الكيان الصهيوني الغاصب. إسئل دولتك التي هي حريصة علي التطبيع مع نظام مصر الصهيوني بإمتياز كيف تسمحون لأنفسكم مع رصيدكم الثوري في الهرولة للحصول علي رضا نظام مصر الصهيوني و تحاسبوننا نحن ؟

فبهت الرجل و لم يقل شيء.

إنفتح الباب و خرجت إلي طابقي غاية في السعادة..

 

*قدر لي الله عز و جل زيارة مشهد الإيرانية و الوقوف علي قبر الإمام الرضا رضون الله عليه للترحم في جانفي 2017 أي بعد 13 سنة من زيارتي لطهران..

Read 720 times Last modified on Saturday, 22 August 2020 06:52