كم من مرة كان علي سماع شكوي زوجة حديثة العهد بالزواج "خدعني، وعدني و أخلف"،"خدعني كذب علي فكيف أثق به ؟"
إنبنت العلاقات الإنسانية و الإجتماعية علي الغش و الكذب بمناسبة و دون مناسبة، فكيف لا تنهار المجتمعات و تضمحل بطول الوقت ؟
كم من عذر أقبح من خطأ هدم زيجات و أسر ؟ عوض زرع الأمل فضل رجال و نساء الكذب علي بعضهم البعض و عند وقوع المشكل و نشوب الخلاف نلطم الخدود و ننعي الزواج بإعتبار ان عمر الخداع مثل الكذب قصير. فلنسئل أنفسنا لماذا اللجوء إلي الإخفاء و التحايل بدل النزاهة و الصدق و هل ما شيد علي أساس فاسد سيدوم ؟
نحن في الغالب، نغالط أنفسنا عندما نسلك سبيل الإلتواء و الخداع لنمرر رسائل و قرارات و نتجرع مع الآخر العلقم عند إنكشاف الأمر. ماذا نكون قد كسبنا من وراء ذلك ؟ سواء الخزي و العار و من سيصدقنا بعد كل ذلك ؟
من سيقف إلي جانبنا وقت الشدة و نحن من تفننا في طعن الآخر هكذا بلا رحمة و لا حياء و هل تسلم الجرة في كل مرة ؟
إدراك ما نحن فيه من فساد الذمة و سوء المآل خطوة في الطريق الصحيح لكنه غير كاف و الآخر في حاجة إلي أكثر من برهان بل علي المرء فهم ما معناه " الله يمهل و لا يهمل" فإن لم يبادر في الإصلاح و التوبة فالعمر قصير و المركب علي بحر متقلب و الأعذار متهاوية...
ليس هناك افضل من تطهير النفس من ادران الكذب و الغش، هذا و لا تستقيم الأحوال فقط بالنية لا بد من عمل و إجتهاد و مجاهدة لنري ثمرة عملنا...
كل واحد منا قدوة للصغير و الكبير و مجتمعاتنا ملت الخطب و الجدال العقيم و شبابنا يتطلع إلي نماذج إستقامة حية في محيطه و بيئته ككل و رحلة التيه لها نهاية إن صممنا بقوة عدم العودة إلي الخلف. فما بيننا و بين حفرة القبر يتقلص يوم بعد يوم و مقابلة رب العباد حق و فسحة الحياة هاته إن لم نعمرها بالعمل الصالح و بذرنا بذور الصلاح و الوفاق نكون قد خرجنا من الباب الضيق...
فهل من مراجعة صادقة و عزم علي التغيير السوي و البدء صفحة جديدة بيضاء لا يشوبها كدر أو عكر ؟
نعول علي صحوة الضمير و علي الرغبة الصادقة في مرضاة الله و عزة أمتنا...