(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 07 September 2020 08:37

مدرسة إنسانية

Written by  عفاف عنيبة

من تجربتي المباشرة علمت أن التلميذ كم من الأزمات و المشاكل لا نأبه بها في العموم لنقص الكادر المؤطر له و هذا لا أعده عذر كاف. كيف يتسني لهذا التلميذ الإجتهاد و هو محاط بأجواء متوترة في البيت و الشارع ؟

إن لم نقدم له حلول فنتائجه ستبقي هزيلة و دون مستواه الحقيقي. كم من تلميذ قادر علي النجاح فإذا بظروفه الإجتماعية مثلا تقذف به إلي الشارع، يجدر بنا دراسة جديا حاجة هذا التلميذ إلي الإصغاء و إيجاد حلول ناجعة.

أداء التلميذ متوقف علي مدي إستعداده للإجتهاد و العمل الحثيث و ما يعيشه البعض يحول بينهم و بين النتائج المرضية، المرافقة ضرورية و توفير خلية طبية في كل مؤسسة واجب، نحن حينها نسهل عملية التواصل و الإستماع إلي هموم التلميذ، كثيرون يتخبطون لوحدهم في غياب وجود الأم اليومي و تركيز الأستاذ فمن الصعب أن يتفرغوا لمهمتهم الأولي : طلب العلم. 

تحسس مشاكلهم و التهوين منها لفتة تعينهم و تدفعهم إلي الأمام، تصورات تلميذ للصعاب ليست باي حال من الأحوال مقاربتنا نحن، فالصغير لا يفهم كثيرا في تعقيدات الكبار و لا يري أبعد من اللحظة التي يعيشها، و هناك الفئة المريضة التي تتطلع إلي المدرسة كهروب من واقع الوجع و هؤلاء الأخذ بأيديهم و تحفيزهم شفاء لهم بطريقة ما.

أحيانا الأولياء يحتاجون إلي من ينبههم و يساعدهم علي مد جسور الحوار مع الصغار و طمأنتهم لدورهم البالغ التعقيد، فماذا لو  فتحنا باب الإصغاء و توجيه التلميذ للحلول المناسبة له ؟

ماذا لو أغلقنا باب التحفظ و أنشئنا قناة حوار، فنسمع منهم لنتبين مواضع الخلل في مشوارهم العلمي المتعثر ؟

عملية التعليم لا تصح في إتجاه واحد فقط، و ما دمنا نريد لتلاميذنا أفضل الظروف الدراسية، فلنهتم بهم أكثر و لنعتبر تفاعلنا معهم أهم بكثير من حفل توزيع شهادات النجاح في نهاية العام.  التلميذ ليس كشف نقاط، و حتي إن تطلب منا الأمر مزيد من الإمكانيات فلا بأس. الأهم من كل ذلك أننا لم نفرط و لم نرمي المنشفة و لم نتأخر عن هؤلاء ممن باحوا لنا بهمومهم و إجتهدنا بما نقدر في سبيل مدرسة أكثر إنسانية و اكثر دفيء.

Read 909 times Last modified on Tuesday, 08 September 2020 06:46