من تجربتي المباشرة علمت أن التلميذ كم من الأزمات و المشاكل لا نأبه بها في العموم لنقص الكادر المؤطر له و هذا لا أعده عذر كاف. كيف يتسني لهذا التلميذ الإجتهاد و هو محاط بأجواء متوترة في البيت و الشارع ؟
إن لم نقدم له حلول فنتائجه ستبقي هزيلة و دون مستواه الحقيقي. كم من تلميذ قادر علي النجاح فإذا بظروفه الإجتماعية مثلا تقذف به إلي الشارع، يجدر بنا دراسة جديا حاجة هذا التلميذ إلي الإصغاء و إيجاد حلول ناجعة.
أداء التلميذ متوقف علي مدي إستعداده للإجتهاد و العمل الحثيث و ما يعيشه البعض يحول بينهم و بين النتائج المرضية، المرافقة ضرورية و توفير خلية طبية في كل مؤسسة واجب، نحن حينها نسهل عملية التواصل و الإستماع إلي هموم التلميذ، كثيرون يتخبطون لوحدهم في غياب وجود الأم اليومي و تركيز الأستاذ فمن الصعب أن يتفرغوا لمهمتهم الأولي : طلب العلم.
تحسس مشاكلهم و التهوين منها لفتة تعينهم و تدفعهم إلي الأمام، تصورات تلميذ للصعاب ليست باي حال من الأحوال مقاربتنا نحن، فالصغير لا يفهم كثيرا في تعقيدات الكبار و لا يري أبعد من اللحظة التي يعيشها، و هناك الفئة المريضة التي تتطلع إلي المدرسة كهروب من واقع الوجع و هؤلاء الأخذ بأيديهم و تحفيزهم شفاء لهم بطريقة ما.
أحيانا الأولياء يحتاجون إلي من ينبههم و يساعدهم علي مد جسور الحوار مع الصغار و طمأنتهم لدورهم البالغ التعقيد، فماذا لو فتحنا باب الإصغاء و توجيه التلميذ للحلول المناسبة له ؟
ماذا لو أغلقنا باب التحفظ و أنشئنا قناة حوار، فنسمع منهم لنتبين مواضع الخلل في مشوارهم العلمي المتعثر ؟
عملية التعليم لا تصح في إتجاه واحد فقط، و ما دمنا نريد لتلاميذنا أفضل الظروف الدراسية، فلنهتم بهم أكثر و لنعتبر تفاعلنا معهم أهم بكثير من حفل توزيع شهادات النجاح في نهاية العام. التلميذ ليس كشف نقاط، و حتي إن تطلب منا الأمر مزيد من الإمكانيات فلا بأس. الأهم من كل ذلك أننا لم نفرط و لم نرمي المنشفة و لم نتأخر عن هؤلاء ممن باحوا لنا بهمومهم و إجتهدنا بما نقدر في سبيل مدرسة أكثر إنسانية و اكثر دفيء.