هل كنا في حاجة إلي مبادرة سعادة السفير السيد دي روشي و السيدة كارين روز للتعرف علي جمال بلادنا و المواقع الأثرية فيها ؟
نعم علي ما يبدو، قلما يلتفت المواطن الجزائري لكنوز الطبيعة التي تزخر بها الجزائر، هذا و يستكثر علي القائمين علي السياحة الداخلية بعض آلاف الدنانير التي ينفقها بسخاء في الخارج...
كي نشجع السياحة في أراضينا علينا بالتوجه أولا إلي الأماكن التاريخية و المتاحف و المواقع الجميلة...كي نعلم أبناءنا قيمة بلدهم لا بد أن نزور معهم أهم النقاط في طول و عرض الوطن و هكذا نمكنهم من الإعتزاز و الحفاظ علي تراث عمراني و طبيعي رائع...
فقد باءت بالفشل جل المحاولات للنهوض بالسياحة الداخلية و الأسباب متعددة، أهمها :
ضعف البنية التحتية، مع ضعف في التكوين و قلة إهتمام بالقطاع مع إنعدام وجود أسعار تنافسية و عزوف عام من المواطنين.
الإنتقال إلي سياحة ذات جودة عالية يشترط أيضا وجود وعاء ملاءم لذلك من نظافة و جمال و هدوء و هذه الشروط معظمها غير متوفرة في محيط غير مبال بآفة التلوث البيئي و الصوتي.
تعلم الحرص علي جمال المحيط و الحفاظ علي التراث العمراني من القصبة إلي لوحات التاسيلي يتطلب غرس ثقافة الإنتماء و التاريخ، نحن لا نجلس لأبناءنا نحدثهم عن أمجاد أبطال مضوا و لا نحي فيهم الإعتزاز بالإنتماء إلي امة إقرأ و لا نشوقهم لزيارة الأماكن الطبيعية و لا نحفزهم للإجتهاد حفاظا علي هذه الثروات. وطنيتنا منقوصة في رأي ما لم نحتفل بجماليات بيئتنا، فنحن نملك أروع المناظر و تضاريس بلادنا متنوعة و ما يتعين علينا فعله : جعل الطبيعة طقس من طقوسنا، معلم ضروري لحياة صحية.
صعقت عندما علمت بأن سكان منطقة لا ينظفون الموقع الطبيعي إلا في الموسم السياحي و سائر أيام السنة تتجمع فيه القذورات أكرمكم الله !!!
كيف بلغ بنا الجهل هذا الحد ؟
النظافة من الإيمان، ماذا فهمنا من ديننا إن لم نستوعب وصايا النظافة و آدابها ؟
هل نضطر لتسليط اقسي العقوبات لحمل الناس علي تنقية محيطهم ؟ نسبة التعلم عالية في بلادنا لكن من ناحية الوعي المدني، فصفر علي عشرين.
ينشغل العوام بما قاله هذا و رد ذاك و التجسس علي الجار و الإصطياد في الماء العكر و طبعا ما يزرعه الكبار يحصده الصغار، فصحتهم عليلة و دروبهم تائهة لتصبح عطلة المرء رحلة عذاب.
متي نسعد بزيارة الداخل الساحر دون منغصات و دون مزاج غضوب ؟
كل شيء متوقف علي مدي قيام الواحد منا بما يتوجب عليه و لن يكفي ما لم نستشعر أننا معنيين جميعا ...