(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 22 تشرين1/أكتوير 2020 10:07

الفردانية المعادية للأسرة

كتبه  عفاف عنيبة

نحن يوميا نقف علي عجز القائمين علي الأسرة المسلمة من آباء و امهات علي تخريج جيل في مستوي الرسالة الحضارية المنوطة إليه من قبل دينه الإسلام.

يوميا، تطالعنا أخبار عن إنتحار و هروب و إنحراف نحو المخدرات و الحبوب المهلوسة وتمرد الأبناء علي أولياء أمورهم و الوضع إن إستمر علي ما هو عليه، فأي نهضة حضارية نحو مستقبل سيد و مزدهر مستحيلة.

فالوعي الحضاري ينشأ أول ما ينشأ بين جدران بيت أسرة. فشبابنا اليوم يعيش لنفسه و لقضاء حوائج دنيوية تزول بزوال حاجته إليها و لا أفق له سوي أن يحصل علي رقي مادي بأقل التضحيات و أقل ثمن. فهموم مثل الإنبعاث الحضاري لأمة الإسلام أسقطها من أجندته المزدحمة بمطالب مادية بحتة.

من المظاهر الدخيلة علي الأسرة المسلمة، تحول بيت العائلة إلي صحراء قاحلة يتغيب فيه الأب و الأم علي السواء طوال اليوم، أصبح الزواج لغرض منفعي مادي، هذا و قد قلت نسبة الزواج و إرتفعت نسبة العزوبية لدي الذكور و الإناث و ما يترتب عن ذلك من إنحراف. بإنحسار مساحة وجود الأبوين في حياة الأطفال، كيف سيتلقون منهم التربية السليمة التي تحثهم علي الصدق و العفة و الإستقامة الأخلاقية و العمل علي تكوين أنفسهم ليكونوا أعضاء صالحين في مجتمع مسلم معافي ؟

فقد إخترقت أسوار الأسرة المسلمة مفاهيم كحرية التعبير و المعتقد، فنري مراهقينا و شبابنا من جراء  تعليم مختلط، لا ينمي فيهم حس الإنتماء الحضاري لأمة الإسلام، أفراد فاقدي الهوية، تلك الهوية الدينية و الروحية التي تميزهم عن بقية شباب العالم. هذا و المسلم اليوم لا يقيم عائلة ليزرع فيها بذور الصلاح و التقوي، فاقد الشيء لا يعطيه و هذا هو الحاصل مع أزواج هذا العصر.

هذا و فقدان المرجعية الدينية لدي الزوجين، أتي لنا بأفراد يقدسون نموذج الفردانية الأنانية، فحدود عالمهم تنحصر في شخصهم و في رغباتهم و إحتياجاتهم و طموحاتهم و أما معني التكافل و التآزر و التراحم بين أعضاء الأسرة في الدائرتين الضيقة و الواسعة فقد إختفت، فأيننا من الآية 36 من سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم :

( و أعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي القربي و اليتامي و المساكين و الجار ذي القربي و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و إبن السبيل...)

كيف تصح أحوال مجتمع مسلم و الفرد فيه ينظر لدنياه من منظار الظفر المادي و فقط ؟

و هذا الفرد خلاصة نظام و نمط حياة، فالنخبة الدينية المخلصة لله مقصرة غاية التقصير، و كل أحد يفتي بغير علم و بغير قراءة متأنية و منصفة للواقع. فالمجتمع الذي تتراجع فيه معاني العبودية لله و تقوي الله سيؤول به الأمر لامحالة إلي الإندثار.

فتلك المصلحة الذاتية التي تطغي علي مسؤوليات الفرد ناحية أسرته و مجتمعه و دينه ككل  كرست ذهنية "أنا و بعدي الطوفان". فهل من خلاص ؟

لا بد من تفعيل المرجعية الدينية بحيث لا تقتصر علي وعظ و خطب الجمعة و دروس تربية إسلامية في المنظومات التربوية فلا تأثير لكل هذا أمام طغيان الغزو اللاديني لشعوبنا عبر الأنترنت و شبكات التواصل الإجتماعي، نحن في حاجة إلي وضع إستراتيجية شاملة تضع مفاهيم و قيم ديننا الحنيف في صلب إهتماماتنا و قلب مشاريع النهضة.

 

قراءة 633 مرات آخر تعديل على السبت, 17 تموز/يوليو 2021 18:21