في عام 2020 و أثناء بدايات الحجر المنزلي، قررت مراجعة مجموعة "أليس"، هل خضعت إلي تحديث و هل كتبت مجموعة الكتاب حلقات جديدة لسلسلة ؟
كنت فضولية، و نجحت في العثور علي عناوين جديدة بمحتوي جديد مع نفس الأبطال ...الفارق الوحيد أن أصدقاء البطلات الثلاث احتلوا موقع الخطيب بإنتظار الزواج في مرحلة لاحقة. كم سعدت لذلك و شرعت في قراءة الحلقات الجديدة و بعد مطالعتي لعدد من الحلقات لمت نفسي علي غفلتي.
رافقتني سلسلة "أليس" لأكثر من ثلاثة عقود، نعم أقرأها في كل محطات العمر و لا أمل لكنني هذه المرة تعجبت من قراءاتي السابقة، كيف لم أدرك أن تصميم المحتوي جاء لتلبية النزعة المحافظة للبيض الأمريكيين فالكاتبة الأولي لسلسلة كانت ملدريد ويرت بنسون ثم إستقالت من منصبها في الشركة الناشرة لها ستراتماير سنديكات و عوضتها إبنة مالك الشركة أرييت أدامز ثم تعاقبت مجموعة من الكتاب الأمريكيين نساء و رجال لكتابة الحلقات و لم ألاحظ طوال عقود أن ابطال السلسلة بيض و الخدم بيض و جل المغامرات أبطالها بيض و لا نعثر علي ملونين إلا في النادر أي في حلقة أو حلقتين .
بعد تصفح "أليس"نفهم مراد الكتاب : وظفوا كل جديد في التكنولوجيا إلا المفاهيم الإجتماعية الجديدة الغربية كالمثليين و المتحولين جنسيا، فالنص خال من أي توجه تحرري بل فيه إلحاح علي معاني الصداقة و الزواج و طاعة الأولياء و المجتمع المعتد بقيمه السامية.
كيف لم انتبه قبل عام 2020 من رسالة سلسلة "أليس" ؟
كنت شغوفة بمغامراتها و مغامرات السلسلة الأخري "ليز و آن باركر"و كان طبيعي بالنسبة لي المحيط العائلي و تعاون المجتمع من مدارس و شرطة و جيران. مع النسخة الحديثة، رسخ الكتاب مفاهيم أخلاقية من شأنها توطيد العلاقة بين المحتوي و القراء البيض، فأليس تخاطب قبل كل شيء جمهورها من شباب البيض في أمريكا و بدون مبالغة نجحوا في مهامهم. فالمتابع يقرأ بنهم و يستوعب جيدا قيمة العائلة و نجدة الضعيف و العمل ضمن أطر رسمية معترف بها.
أتوقع حلقات أخري تظهر أليس زوجة و كيف تواصل التحقيق في قضايا شائكة بمعية زوجها نيد طبعا، الجميل وجود هؤلاء الكتاب ممن لم يستقيلوا أخلاقيا و لا يزالوا يكتبون لأخلقة مجتمع أمريكي ضائع بين تيارات أسوءها برر ما هو غير قابل للتبرير...