(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 10 آب/أغسطس 2021 08:54

التشتت الذي يزرع الفوضي

كتبه  عفاف عنيبة

تعاطي المحللين المسلمين مع قضايا الإستبداد السياسي و الفساد فيه نسبة كبيرة من التسطيح. ما يسمي بالربيع العربي كشف أمر قلما نوقش بعقلانية و  موضوعية. 

من السهل جدا الخروج إلي الشارع و التظاهر سلميا و الإطاحة برؤساء مستبدين لكن في المقابل من يخرجون إلي الشارع منقسمين حول مشروع المجتمع الذي يتوجب إيجاده و التأسيس له سياسيا ثقافيا  إقتصاديا و إجتماعيا، ففشل الثورات في مصر و سوريا و العراق مؤداه سبب وجيه : ليس هناك إجماع بين كل التيارات الفكرية و السياسية و لا توافق حول حد أدني يمكننا من الذهاب إلي نموذج حكم عادل.

طبقا لهذا الإنقسام و التنافر الشديد بين مختلف التيارات و الإتجاهات و القناعات، كيف نريد لمجتمعاتنا الإزدهار و التقدم و التطور في ظل التفتت و التشتت الداخلي، فكل أحد يريد مجتمع علي مقاس فكره القاصر ؟

هذا و الجميع يتجاهل معطي آخر أراه أهم :

لنسئل أنفسنا هل بعد بعثة رسول الحق عليه افضل الصلاة و السلام و نزول القرآن الكريم وحيا و إقامة شريعة الإسلام في دولة محمد عليه و علي آله افضل الصلاة و السلام بقي خيار للمسلمين كي يجتهدوا بشكل مبكي مضحك و يبتكروا لنا قوانين و أنظمة حكم من صنع اهواءهم ؟

كيف نفسر هذا التضارب و هذا التباعد الكبير بين مختلف الطروحات لاغين تماما الرجوع إلي الإسلام كدين و شريعة و منهاج حياة، كيف إذن تصلح أحوالنا ؟

فالذي اقره رب العالمين منذ 1400 سنة صالح لزماننا هذا و للأزمنة القادمة، لا سبيل لنا للإعتراض علي دين الله و لا علي الخالق تعالي.  فشلت كل الأنظمة الوضعية  في إدارة شؤون الناس بالعدل، لماذا إذن إضاعة مزيد من الوقت و الأرواح في توقيت نحن في امس الحاجة إلي الإهتداء بهدي رسول الحق عليه الصلاة و السلام ؟

لماذا لا يزال العقل المسلم يكابر و يتعالي علي دين الحق و شرع ربنا رافضا حكم الخالق معتبرا نفسه الوضيعة قادرة علي تسيير أموره بدون مرجعية إسلامية صحيحة ؟

نحن لن نفلح إن بقينا نفكر بضمير أنا و بعدي الطوفان، فإن لم نحتكم إلي الضمير الجمعي للمسلمين و تركنا جانبا جنسيات من صنع حقبة ما بعد جلاء القوات العسكرية الإستدمارية و إن لم ندرك ضرورة الرجوع إلي الإسلام كشريعة و منهج حياة، فمركبنا غارق لا محالة...

قراءة 593 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 شباط/فبراير 2023 12:05