(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 04 آذار/مارس 2022 09:12

علمنا و علمهم

كتبه  عفاف عنيبة

لنفترض أننا كمسلمين واصلنا وتيرة النمو و التطور العلمي الذي شهدناه ايام إزدهار الحضارة الإسلامية، هل كنا نولي للصورة المتحركة الأهمية القصوي التي تتمتع بها حاليا ؟

يدعو بعض نخبنا إلي الإستغلال الحسن لتكنولوجيا غربية وافدة، فيا تري هل هذا الإستغلال الحسن يلغي المضامين الضارة لهذه التكنولوجيا ؟

فالذي يجب أن لا يغيب عنا، أن وسائل التكنولوجيا تساهم بقدر كبير في تشكيل ذهنيات مستعمليها و تعاطي المسلمين، تعاطي المغلوب مع الغالب، فهم لا يعدو أن يكونوا مجرد مستهلكين سلبيين لثمرات العلم الغربي.

حافظ الإسلام في حثه علي طلب العلم الدنيوي علي مقاصد الشريعة من حياة و نسل و مال و عقل و دين، هذا ما لم يذهب إليه علماء الغرب في نهضتهم، فهل كان سيطور العلماء المسلمين السلاح النووي مثلا ؟

العلم من منظور الإسلام يفيد البشرية بتحقيقه لمصالح الناس و إحترام ملكوت الله من بيئة و طبيعة، في الجهة المقابلة و بإعتراف احد الخبراء الإقتصاديين الأمريكيين جيريمي ريفكين فقد ارسي الغرب معالم رأسمالية جشعة كل همها منصب علي الربح بأي ثمن حتي و إن أدي الأمر إلي إستغلال البشر في بنغلاديش و الهند و إيذاء التوازن البيئي، و النتيجة نلمسها في تدهور اوضاع المعيشة لملايير من الناس و تقلبات مناخية عنيفة.

فنحن لم نبارح موقف المنبهر بعجلة التطور العلمي في الغرب دون غربلة منا و دون تمييز، فليس كل ما تفتق عنه عقل العالم الغربي نأخذه كما هو و نهلل له، نحن كمسلمين لنا خصوصيتنا و أي تطور علمي لا بد أن يقترن بإطار أخلاقي صارم و واقعنا اليوم حزين، فنحن في تبعية ذليلة لشركات و مصانع و مراكز البحث الغربية و لا نملك إستراتيجية تسمح لنا بكسر هذه التبعية و النهوض ثانية بعد ركود حضاري طويل و طال مداه.

 وفق منظور الإسلام، يحقق العلم مناعة المجتمع المسلم قبل كل شيء بينما ما نراه يوميا في تعامل الناس مع أدوات التكنولوجيا الغربية تعامل قائم علي مركب النقص و علي إحتقار الذات، فلا سبيل لنضهة علمية إسلامية من دون إستقلال فكري روحي و رغبة صادقة في إفادة البشرية ...

قراءة 495 مرات آخر تعديل على الأحد, 29 كانون2/يناير 2023 12:10