(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 06 آذار/مارس 2022 09:09

الأنانية المادية

كتبه  عفاف عنيبة

في هذه الصبيحة، إستوقفتني هذه المقولة لأوجين لابيش "الأناني، شخص لا يفكر في...". في زمن، إستبدت الأنانية بالنفوس، خاصة علي مستوي النخب الحاكمة، كل أحد يريد الإستفراد بالحكم و جمع كل النفوذ بين يديه و الذي أعانه علي فساده و إستبداده عوام، كل فرد منهم يفكر في نفسه و فقط، فالكون يبدأ من نفسه و ينتهي إليها.

تنتصر الحضارة حينما تكون محمولة من الجميع كمشروع خلاص و تنتكس عندما يصبح هم كل أحد منفعته الشخصية لا أكثر و لا أقل. و في عالمنا الإسلامي و كمجتمع مسلم، صرنا بموجب منطق السوق الوحشي نعيش كأفراد مهوسين بكل ما يخدم مصالحنا الضيقة. و عوض أن نفكر بالضمير الجمعي للأمة، ترانا أكثر مادية من الماديين الغربيين أنفسهم. و هذه الأنانية المادية كبلتنا، معطلة أي حركة واعية للنهوض. ننظر إلي كل شيء من حولنا من خلف عدسة "مصلحتي و فقط"و طبقا لهذه الرؤية الغير الصحية، فقدنا الكثير علي مستوي التماسك الإجتماعي و المناعة الأخلاقية و قد اصبنا بعقم الأفكار و الشيخوخة المبكرة، لا وقت لنا لفعل الخير، هذا العمل الذي رسخه الإسلام من أجل الحصول علي مجتمع مسلم متكافل و سليم.

فالعلاقات الإنسانية التي مثلت للإسلام أهم ركيزة في البناء الحضاري، تشكو اليوم من تلاشيها و إختفاءها لصالح إعتبارات تضع الأنا في المقدمة، و هنا نتساءل : كيف يقدر لنا إسترداد المبادرة الحضارية من الغرب المتهالك إن لم يتخلص المسلم من نرجسيته المفرطة ؟

فالأزمة التي يعيشها المجتمع المسلم، ليست سطحية، فقد قامت الأنظمة الإقتصادية و لوثة الفكر الغربي اللاديني بصياغة الضمير الفردي للمسلم. غلبة التفوق المادي للغرب و الشعور بالدونية الذي نلمسه في سلوك المسلم و التوصيف الخاطيء لبعض النخب ممن رأت في التمسك بأخلاقنا و قيمنا الإسلامية مكمن الداء مسخ الفرد و قلص حظوظه في الخروج من دائرة الفراغ الذي يدور فيها منذ جلاء قوات الإستدمار الغربي عن أراضينا و قصة الإنحدار مستمرة إلي ما شاء الله ما لم نهدم الأنا المتضخمة فينا و نعيد بناء الذات المسلمة السوية.

 

قراءة 502 مرات آخر تعديل على الجمعة, 20 كانون2/يناير 2023 17:53