أصبحت علي صورة دونالد ترامب جالس في قاعة المحكمة بين محاميه، صورة أخري لديمقراطية أمريكية مريضة. كان علي زيارة العاصمة من يومين و ككل مرة، تتغير المشاهد، هذه عمارة جديدة و هذه محلات جديدة أبوابها مفتوحة و حركة الناس تبدو محتشمة في أول النهار...هل بسبب رمضان ؟ لا أدري.
منذ دخول شهر رمضان المبارك و أنا ألاحظ فتور في الحركة، تنتعش الحياة علي سبيل المثال في حينا في منتصف النهار و أما قبل ذلك فالنوافذ مغلقة و صمت عجيب سائد. أما حركة الأطفال في الشارع فلا تنقطع، الشارع ملاذ صغار لم يجدوا من يوجههم و يرشدهم إلي أعمال و ألعاب تنفعهم. و أما البالغين بعضهم يجد في الشهر الفضيل ضالته في كسب المال بطرق ملتوية.
لم ننجح بعد في إستيعاب المعاني السامية لشهر الصوم و منطق النفعية المادية غالب، حتي أن بعض الغربيين أعابوا علي المسلمين إسرافهم في الأكل في شهر الصيام !! و قارنوا بين صيام المسلمين و صيام المسيحيين فأعتبروا صيام اتباع المسيح عليه السلام أكثر تواضعا و تدبرا و تأملا...!!
لم نتعلم بعد النظر في القرآن الكريم بتبصر و إمتنان لخالق العباد، لا تزال قراءتنا لسوره الكريمة تلامس الظاهر و لا تذهب إلي الجوهر، إلي إعجاز إلهي في مخاطبة العارف و الغير العارف، لازلت مقتنعة بضرورة تفسير كل سورة و آية لصغارنا قبل تحفيظهم إياها. يمنحنا التفسير تلك القوة و القدرة التي رافقت المسلمين الأوائل في رحلة الإيمان و في زمن أوراقه تتساقط كأزهار البرتقال عند مقدم الربيع، نحن أولي من الغير بتجسيد واقعيا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عمل الصالحات ...