(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 15 April 2023 10:23

من لم يعش في حديقة، لم تكتمل إنسانيته

Written by  عفاف عنيبة

جل البيوت التي تشيد في بلادنا، ديران بلا حدائق، فالفرد يولد و يكبر في محيط كله إسمنت، لا يعرف عشبة النعناع و لا شجرة برتقال أو ليمون و لن يشم أبدا عطر وردة... مثل هذا الفرد لن يطور علاقة صحية مع الطبيعة بينما ديننا حثنا في العديد من المرات علي إقامة علاقة متينة مع الطبيعة، كيف تكتمل إنسانية الإنسان و هو فاقد الصلة بالطبيعة ؟ طبعا لن تكتمل.

شخصيا كانت لدي حظوة في العيش خارج و داخل بلدي في بيوت مزودة بحدائق جميلة، فنمت في بذلك حاسة الحمد و الشكر و حاسة التدبر في آيات الله، فأن تجلس لتنظر إلي النحل و هو يتجول بين أزهار البرتقال و الليمون و تتأمل حركة النمل الدائبة و تتابع دوران الفراش و تحليقه حول النباتات و الأزهار و تملأ عينيك بخضرة رائعة الجمال يمنحك راحة نفسية مذهلة.

نحن من أجل ضمان مسكن، نسينا تماما معطي هام : إن غيبنا وجود حديقة في البيت، فسينمو أطفالنا مبتوري الجذور، لا تحركهم مشاعر الحمد و لن يتذوقوا الجمال الرباني في طبيعته و ستكون أحاسيسهم بقسوة و جفاف الإسمنت. من يعش و يكبر بعيدا عن الحديقة، عن التراب، عن العشب الطبيعي، عن الأزهار سيبدو إنسان بائس و لن يعرف ذلك التوازن الذي أقره الله بخلقه للكون ملتحما مع الإنسان.

هذا و البنايات الشاهقة التي تشيد هنا و هناك و التي لم تخصص للشقق مساحة لحديقة صغيرة، فهي تساهم بقدر كبير في التدهور النفسي لسكان هذه الشقق. ليس هناك أجمل من الطبيعة، بتغييبها في حياتنا، يكون الخلل و بتنامي ذلك الخلل سنحصل لا محالة علي أناس مرضي نفسيا.

متي سندرك أن الصحة النفسية للإنسان مرتبطة إرتباط عضوي بالطبيعة ؟

Read 388 times Last modified on Sunday, 14 January 2024 16:34