(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 17 تشرين1/أكتوير 2011 08:25

الطفولة الضائعة 2/2

كتبه  عفاف عنيبة

 

أكثر ما يثير قلقي في موضوع الأسرة المسلمة مصير فئة الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين  السادسة و  الثانية عشر سنة!

فهؤلاء يمثلون شريحة واسعة من أطفالنا في الجزائر و في كل العالم العربي الإسلامي، قلما وجدت عناية و رعاية خارج وجوب تعليمهم و توفير حد أدنى لهم من الخدمات الصحية و المادية لا أكثر و لا أقل!

فهل نحن نعي فعلا أن الطفل في تلك الفترة العمرية من حياته هو مشروع إنسان مسلم صالح و هو في أمس الحاجة إلى الاهتمام و المتابعة، على المستوى الروحي، العقائدي أو التربوي؟

تكون الإجابة، بلا !

أب هذا الزمان، و أم هذا الزمان لا ينتبهان إلى عامل مهم جدا و هو: أن الطفل و هو بين السن السادسة   و الثانية عشر، ينتظر منهما أن يعاملاه معاملة غير عادية لا يتلبسها الملل و الضجر و اللامبالاة.

فهو يتوقع من والديه، أن يجلسا إليه خارج أوقات لعبه و حضوره المدرسة ليستمعوا إلى أسئلته و خواطره و ما يجول في باله و هو في حاجة أيضا إلى أن يستمع إليهم، فباكرا جدا يبدأ الطفل في تسجيل أبجديات الإيمان و بمقتضى ما يسمع و يتعلم من أبويه سيعمل لاحقا على تطبيق ما لقن من تعاليم روحية و أخلاقية.
المشكلة الكبيرة و الكبيرة جدا و التي تعترضنا كمربين و كحاملي مشروع الانبعاث الحضاري الإسلامي، أن بين الآباء المسلمين، فئة قليلة منهم تحمل وعيا دينيا و حضاريا و أما الغالبية العظمى منهم فإنهم يتصورون تأسيس عائلة و إنجاب أطفال كأنها عمليات فيزيائية غريزية بحتة. فلا يحلمون باسترداد قدس أو بصد حضارة الغرب المادية من واشنطن إلى موسكو و لا يطمحون في بعث حضارة الإسلام التي سادت العالم في ماض مجيد و كانت تلك الحضارة رحمة على العالمين و غالبية هؤلاء الآباء لا يدركون تارة عن جهل و تارة عن عمد مسؤولياتهم المباشرة في تكوين الجيل الذي تقع على كاهله عملية رفع المظالم. فالجيل الذي قهر نظام مبارك الصهيوني في مصر، كونوا أنفسهم بشكل مستقل عن أي تيار و واجهوا بصدور عارية و إيمان جبار آلة القهر و التعذيب و القتل الوحشي لنظام طاغية!

فيا ترى لو سألنا أبا جزائريا: ماذا تريد لإبنك ؟

سيجيبك بعصبية بالغة:" أريده أن يكبر بسرعة ليساعدني على تحمل أعباء الحياة!" هذا إذا لم يدفعه و هو صغير بعد إلى عالم الشغل القاسي!

و حتى المثقفين من الجزائريين لا يدركون خطورة المهمة الملقاة على عاتقهم في تكوين و تدريب فلذات أبنائهم على قيم الجد و الانضباط و النظام و الإتقان و تحصيل العلم الدنيوي و الأخروي.

أذكر أنني في طفولتي كانا والدي الكريمين حريصين كل الحرص على توزيع وقتي بين الدراسة و ممارسة رياضة و المطالعة ذات البعدين البعد الذي يغرس في انتمائي العربي الإسلامي و البعد الذي فيه تسلية و ترويح على النفس. فقد كبرت و أنا أجهل ما تعنيه عبارة وقت فراغ بينما أصبحت هذه العبارة مقبرة كبيرة لفلذات أكبادنا و هذا من جراء عدم وعي و لامبالاة أولياء الأمور.

كم من أم ترمي بابنها إلى الشارع لضيق السكن دون أن تفكر لحظة واحدة بمعية زوجها في كيفية الاستغلال الحسن لوقت طفلها و الذي سيعود بالنفع آجلا أم عاجلا على ابنها أو أبنائها. 

قراءة 2411 مرات آخر تعديل على الخميس, 28 تموز/يوليو 2022 09:37