(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 12 تشرين2/نوفمبر 2014 15:16

هذا أبي

كتبه  الأستاذ سعيد مقدم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

كم أتعبته سنوات الفقر،

 

يروي لنا بؤسه، ثم ينظر إلى شملنا أنا و إخوتي، و يبتسم، ثم يشكر الله كثيرًا.

 

كل يوم  - نعم كل يوم – أذهب لألقي عليه و على والدتي التحية، أجلس إلى جانبه و أستمع لحكاياته التي حكاها لي ألف مرة و مرة؛ و لا أمل من سماعها. يروي لي عن حرثه و حصاده، عن صيده الغزلان و الطيور و السمك، عن طيه الصحاري بحثًا عن القطا و بيضها، و كيف هاجر إلى المدينة عندما أكلت البقرات العجاف السمان، و كم عانى الفقر!

 

أحببت أن اسأله يومًا عن عدم استخدامه في إحدى شركات النفط، و لكني خشيت أن يظن أنني مللت إعالته فسكت؛ لكنه قال لي يوما: أتدري؟ لو كنت أجيد اللغة الفارسية لعملت في إحدى هذه الشركات، و لكان لدي راتب تقاعدي.

 

هذا أبي، تعجبني بساطته و صدق قوله، صادق و بريء، لا يعرف الغش بتاتًا، و لم ينطق بكلمة كذب قط. علمنا الصدق بصدق، لا أذكر أنه نصحنا يوما أن نتجنب الكذب و الرذيلة، لكننا تعلمنا حسن الصدق و الفضيلة من سلوكه.

 

لا أذكر أنه ضربنا أو عنف بأحدنا أو لامنا، كلما أتذكره هو احترام و حب و حنان.

 

و كم يحب والدتي و يحترمها! تقول والدتي:لم ينطق أبوك بكلمة تؤذيني طيلة حياته.

 

عاداته بدوية ... لا يرد سائلا حتى لو كان لا يملك إلا رغيف عشائه.

 

يتفقد الجار، يسلم على الصغير و الكبير، و يتحلى بكل الصفات الحميدة التي فقدها أبناء هذا الجيل.

 

كلما سألته عن صحته، أجابني بصوت عال : الحمد لله، (لو عافاك، أغناك). دائما يرى الغناء في العافية و الصحة.

 

ملابسه عربية، لم يرتد الزي الغربي، و لا مرة في حياته. لم أره يومًا دون كوفية، حتى في المنام يتعمم بها.

 

هذا هو أبي و هذه عاداته التي أحببتها.

المصدر:

http://www.odabasham.net/show.php?sid=78205

قراءة 1817 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 18:09