(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 15 تموز/يوليو 2015 05:53

الماكينة و المسلمة

كتبه  أ. م حاتم صالح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كنت فى زيارة للولايات المتحدة الامريكية و ذهبت لأحد المحلات الكبرى لشراء بعض الأشياء و أثناء انتظارى لدفع قيمة مشترياتى، دخلت سيدة مسلمة ترتدى حجاباً محتشماً و تبدوا عليها علامات التعب من جر صندوق ثقيل أمامها، يبدوا انه كان لماكينة لقص الحشائش، ذهبت السيدة المسلمة للموظفة التى تجلس على ماكينة الحساب و دار هذا الحديث :

السيدة المسلمة ( فى أدب جم ) : سيدتى لقد اشتريت منك هذه الماكينة بالأمس ب ٥٠٠ دولار مع عدة أشياء أخرى.

الموظفة (و هى منشغلة ) : و تريدين إرجاعها ؟

السيدة المسلمة : لا ، أريد أن أدفع ثمنها !

الموظفة (و هى ما زالت منشغلة ) : لا أفهم !! ألم تقولى أنك اشتريتيها بالأمس ، اذا كنتى تعنين انك وجدتيها أرخص فى محل آخر ، فنحن لدينا سياسة لرد الفرق و لكن بشرط ان يكون معك ما يثبت سعرها فى المحل المنافس، فهل معك ما يثبت ؟

السيّدة المسلمة : يا سيدتى لا هذا و لا ذاك ، لقد أشتريت منك الماكينة بالأمس مع المشتريات الاخرى بالكريدت كارد و حملتها لمنزلى فى ضاحية كذا ( و هذه الضاحية تبعد عن المحل مسافة ساعتين تقريباً)، و عندما دخلت البيت و أخذت أراجع الفاتورة ، و جدت انك لم تحسبى قيمة هذه الماكينة من ضمن الفاتورة ، فحاولت الاتصال بالمحل حتى لا تتعرضى للأذى بسبب ذلك و لكن ساعات العمل كانت قد انتهت، فقررت أن أخذ اليوم أجازة من العمل و احمل لكى الماكينة، كى تسجليها و ادفع ثمنها ، فلا تتضررى بسببى و لا استخدم شىء لم أدفع ثمنه ....

و هنا وقفت الموظفة فجأة و فى ذهول شديد و هى تحدق النظر فى السيدة المسلمة و تمتلىء عيناها بالدموع و أخذت تحضنها و تقبلها و تقول لها : أنا لا أفهم، كيف قررت الرجوع، لدفع مبلغ هو بالأساس خطأى، و حمل هذا الصندوق الثقيل، و أخذ اليوم اجازة من عملك، ثم قيادة ٤ ساعات ذهاباً و اياباً .... لماذا فعلت كل ذلك ؟؟

ردت السيدة المسلمة بالانجليزية و ببراءة شديدة و كأنها قد تصرفت تصرفاً بديهياً : انها أمانة It is AMANA

و أخذت تشرح للموظفة معنى الأمانة فى الاسلام.

ذهبت الموظفة لمديرتها فى مكتبها و كنا نراها من خلف زجاج المكتب و لا نسمعها و لكن كان يبدوا عليها التأثر الشديد و هى تحكى لمديرتها ماذا فعلت السيدة المسلمة، و بعد دقائق، جمعت المديرة الموظفين فى المحل صفاً واحداً و أخذت تحدثهم على موقف السيدة المسلمة، التى بدا عليها علامات الحياء الشديد و الإحساس انها لم تفعل غير واجبها الذى تعلمته من دينها، ثم أخذ الجميع يسألونها فى تلهف شديد عن الاسلام و تعاليمه و هى تجيبهم بمزيج عجيب من الثقة بالنفس و التواضع و الإخلاص ...

و بعد ان انتهوا اخذت المديرة تصر بشدة ان تعطيها الماكينة هدية من العاملين بالمحل، و لكن اعتذرت السيدة بأدب عن قبولها، قائلة انها تبتغى الثواب و لا تبتغى الماكينة، فلا تريد للماكينة ان تفسد هذا الثواب الذى هو افضل بكثير لها .. و طبعاً زاد هذا الرد من إعجاب الناس بها، و بعدها رحلت السيدة فى هدوء و انا اشعر بفخر شديد فى داخلي، فقد ظل حديث الإعجاب بها بعد ان رحلت ليس فقط بين الموظفين و لكن ايضا بين الزبائن الذى ظل اغلبهم يتابعون الموقف فى إنبهار شديد بالسيدة ...

م. حاتم صالح

وزير الصناعة و التجارة الخارجية السابق في حكومة الدكتور هشام قنديل.

http://www.odabasham.net

قراءة 1882 مرات آخر تعديل على الجمعة, 17 تموز/يوليو 2015 07:38