(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 13 نيسان/أبريل 2014 22:04

الخيمة والقطار

كتبه  الأستاذة فاطمة عبد المفصود
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من أعماق قريته المنسية جاء يَحمل خيمته العتيدة؛ يبحث عن موطن و عن أمان، هناك حيث الأرض الغريبة الشكل، حيث المكان المختلف سيكون المأوى، هناك سيَنصِب خيمته قبل أن يأتي أحدُهم و يَنتزِع المكان.

و على المدى سائر قد خبر الطريق يَعرف وجهته و ينطلق إليها، لكنه يُبصر الخيمة فيتألم: يا إلهي، إنه لا يعرف مَصيره!

و يهرع إليه، ينادي بأقصى الصوت: يا أخي، ليس هنا المكان، سيأتي القطار من خلفك!

يَخرج المتدثر بالأحلام: عفوًا، أتُخاطبني أنا؟ هذا مكاني و تلك خيمتي، فماذا تريد؟!

• أريد نجاتك، دعْ تلك البقعة و الزم غيرها؛ ففيها الخطر.

 • أعرفك جيدًا، ما تريد إلا مكاني الذي اخترته أولاً.. لكن هيهات، لن أتركه لك!

 • بل أريدك أن تبصر، إنه هناك على البعد، لن يترك لك خيمة، و لن يُبقي لك على حياة!

 • مخادع أنت، فأنا لا أعرف ما هذا القطار!

 • جسم قويٌّ من حديد يسير على تلك القضبان!

 • أنا قويٌّ أيضًا، و سأقف له إن جاء!

 • لن تقوى عليه، سيَسير على تلك الألواح الحديدية التي تقيم فوقها و لن يعبأ بأحد!

 • و ما أدراني بصدق ما تقول؟ ما دليلك على ذلك؟

 • إنه يُصدر أصواتًا مختلفة لإنذار من هم على الطريق، ستَسمع صوت جرس يعلمك بقدومه، ثم صوت صفير، ثم يشتدُّ الصوت حتى تهتزَّ مِن تحته الأرض.

 • ما زلت لا أصدِّقك، أنت تريد أن تقتلعني من خيمتي و مكاني!

 • أعرف هذا المكان من قديم، و لا أريد خيمتك و لا أن أكون مكانك، اسمع الصوت.. إنه يقترب!

 • بل هذا صوت بائع المثلجات.. أعرفه جيدًا.

 • ها هو صوت الصفير، إنه يقترب أكثر.. انجُ بنفسك.

 • ما هو إلا صوت بومة مريضة تَصيح فوق إحدى الأشجار... لقد سمعت مثله من قبل!

 • اسمع.. إن الأرض تهتز، لقد صار قريبًا جدًّا، اقفز مثلي الآن قبل أن تصير حطامًا.

 • إنه المطر الغزير يسقط في الغابة القريبة، فلا تُحاول خداعي!

تمضي لحظات قليلة يصل فيها القطار و يمضي في طريقه!


[1]مستوحاة من مثال ذكره الشيخ يوسف استيس (الداعية الأمريكي) في حديث له إلى الشباب والأطفال في أحد المساجد.

رابط الموضوعhttp://www.alukah.net/Literature_Language/0/68328/#ixzz2yluzEBgU

قراءة 1898 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 09:18