قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 28 May 2014 09:16

الإسلام و العنف

Written by  البروفيسور جون ل. إزبوزيتو
Rate this item
(0 votes)

رغم أن الأعمال البشعة و العمليات الإرهابية التي يرتكبها متطرفون عنفيون تربط بين الإسلام و الإرهاب، إلا أن التقاليد الإسلامية تضع حدوداً لاستخدام العنف و ترفض الإرهاب و خطف الطائرات و أخذ الرهائن، و كما هو الحال في الديانات الأخرى، يتم تجاهل و تشويه أو اختطاف و سوء تفسير التعاليم الرئيسية و المعيارية من قبل العناصر المتطرفة.

الإسلام، مثله مثل كافة الأديان العالمية، لا يدعم و لا يتطلب عنفاً غير شرعي. القرآن الكريم لا ينادي بالإرهاب  و لا يشجعه. إله القرآن يصوَّر دائماً كإله رحمة و تعاطف و قاضٍ عادل. و تبدأ 113 من فصوله الـ 114 بالإشارة إلى رحمة الله و عدالته. إلا أن الإسلام يسمح، بل و يتطلب في بعض الأحيان من المسلمين أن يدافعوا عن أنفسهم و عائلاتهم و دينهم و مجتمعهم من العدوان.

و مثلها مثل كافة الكتب الدينية يتوجب قراءة الكتب السماوية المسلمة ضمن المفاهيم الاجتماعية و السياسية التي نزلت فيها. و ليس من الغريب أن يحتوي القرآن الكريم، مثله مثل الكتب الدينية العبرية أو العهد القديم، على آيات و سور عن القتال و إدارة الحروب، فقد ابتليت الجزيرة العربية و مكة المكرمة بالذات بغارات القبائل و دوائر الانتقام و الانتقام المضاد و الثأر. الشرق الأوسط الواسع، حيث تقع الجزيرة العربية، كان نفسه مقسماً بين قوتين عظيمتين متحاربتين، الدولة البيزنطية (روما الشرقية) و الإمبراطورية الساسانية (بلاد فارس).

إلا أن الآيات القرآنية تؤكد كذلك على أن السلام و ليس العنف و الحرب، هو القاعدة و النموذج. السماح بمحاربة الأعداء يوازيه تكليف قوي لصنع السلام. "فإن جنحوا للسلم فأجنح لها و توكل على الله إنه هو السميع العليم". (61:8) و كذلك "و لو شاء الله لسلطهم عليكم فلقتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقتلوكم و القوا إليكم السلام فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً" (90:4) منذ أوائل مراحله، منع الإسلام قتل غير المحاربين و كذلك النساء و الأطفال و الرهبان و الكهنة الذين أُعطوا وعد الحصانة إلا إذا شاركوا في القتال.

و لكن ماذا عن تلك السُوَر التي يشار إليها أحياناً بسور "السيف"، التي تنادي بالقتل لغير المؤمنين مثل "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم أن الله غفور رحيم" (9:5)؟ هذه واحدة من عدد من الآيات القرآنية التي يستشهد بها المنتقدون لإثبات الطبيعة العنفية المتأصلة في الإسلام و كتبه المقدسة.

تمتع العديد من علماء الدين أثناء فترة التوسع و الفتوحات برعايةٍ من قبل الحكام و قدموا التبريرات للخلفاء للسعي وراء أحلامهم الكبرى و توسيع رقعة حكم إمبراطورياتهم. و قد قالوا أن "آيات السيف" أبطلت مفعول الآيات القرآنية الأولى التي حددت الجهاد الفعلي (مقارنة بالجهاد الروحاني و الأخلاقي) بالحرب الدفاعية. إلا أن الواقع هو أن ما قصدته الآية "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ..." لم يُفهم جيداً أو جرى تشويهه عندما استشهد به بمعزل، إذ يتبعه القول الكريم "فإذا تابوا و أقاموا الصلاة و أتوا الزكاة فخلوا سبيهم إن الله غفور رحيم". "و إن أحد من المشركين استجارتك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه و أمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون". (9:5 – 6).

و الأمر نفسه ينطبق على آية أخرى يكثر الاستشهاد بها: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرّمون ما حرّم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتب" و التي يُستشهد بها أحياناً دون بقيتها "حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صغيرين". (29:9).

جرى عبر التاريخ استخدام الكتب السماوية اليهودية و المسيحية و المسلمة و أسيء استخدامها، و جرى تفسيرها و سوء تفسيرها لتبرير النضال من أجل المقاومة و التحرير، و التطرف و الإرهاب و الحروب المقدسة و غير المقدسة. فالدين يوفر مصدراً قوياً للسلطة و المعنى و الشرعية. فالعنف و الإرهاب اللذان يضفي عليهما الدين حافزاً أو شرعية لهما بُعد إلهي أو سلطة مطلقة (مما يدعم سلطة قادة الإرهابيين) و رمزية دينية و تبرير أخلاقي و تحفيز و التزام و يقين و ثقة و مكافأة سماوية تعزز إمكانات التجنيد و الحشد و الاستعداد للقتال و الموت في سبيل النضال المقدس".

و بالأسلوب نفسه الذي يجب أن نميز فيه بين اليمين المسيحي المحارب (مقارنة بالتيار الرئيسي) الذي يدعو إليه أمثال بات روبرتسون أو جيري فالويل و أشكال اليمين المسيحي العنفي، علينا كذلك أن نميز بين الإسلام الوهابي و أشكال أخرى من الإسلام الوهابي المفعم كذلك بعقيدة الحقد. فالنوع الأول يتبع عقائد منعيّة مقتصرة لا تعددية و تفسيرات و توجهات عقائدية بديلة ضمن تقاليده الدينية و لكنه لا ينادي بالعنف و الإرهاب. إلا أن نظرتهم العقائدية للعالم يمكن تخصيصها أو فردها من قبل العناصر المحاربة لتبرير عمليات تفجير عيادات الإجهاض أو المباني الحكومية أو برجي التجارة العالمية أو اغتيال "أعداء الله" و التطرف في فلسطين/إسرائيل و العراق. يشترك المسيحيون و المسلمون بمهمة مخاطبة العقائد المقصورة المنفجة اللاتعددية و الضعيفة في مجال التسامح، لأنها تساهم في المعتقدات و التوجهات و القيم التي تغذي التطرف الديني و الإرهاب. 

الرابط:

http://www.commongroundnews.org/article.php?id=20871&lan=ar&sp=0

 

Read 1710 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 12:44

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab