قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 11 June 2014 09:12

خلوة مع القرآن....خلوة في رمضان! 1/3

Written by  الأستاذة سارة بنت محمد حسن
Rate this item
(0 votes)

إن الحمد لله نحمده تعالى و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله تعالى فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
و بعد،
إنني أفترض أننا طوال العام نسمع دروس العلم، نحفظ متون علمية، ندرس نقرأ، نناقش و"نجادل" و نخاصم أيضا هذا فرض جدلي و إلا فصاحبة الكلام لا تفعل منه إلا ما يضر و لا يفيد!
نسأل الله السلامة
الآن نحن نستعد للسفر، في عطلة عن الشواغل لمدة شهر كامل، سنعطل أنفسنا عن شواغل الدنيا، عن الشحناء عن الخصومات.............الخ، سنعطل أنفسنا عن كل شيء إلا ..........القرآن! لن يكون معك صاحب في رحلتك إلا مصحف و...ذهن صافٍ، ستكون عطلة عن كل شاغل...و خلوة مع القرآن ...خلوة في رمضان!قال تعالى:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" سورة البقرة 185.
نصوم عن الحلال، نترك الطعام و الشراب و النكاح ...أيعقل أن يترك امرء حلالا و يقتحم الحرمات؟؟
أليس على نفس القياس و المقياس ينبغي أن نكف اللسان عن المباح الذي لا فائدة مرجوة من وراءه؟؟
أليس الكف عن الخصومات و الجدل ...عن القيل و القال....من أهم ما ينبغي لنا أن نعتني به في رمضان؟؟!
 خلوة مع القرآن...خلوة في رمضان

يصوم فيها القلب و اللسان عن الشواغل و العلائق التي تلهيه و تقطع عليه الطريق إلى الله، كما يصوم فيها الجسد عن بعض المتع و الشهوات، ففي هذه الأيام نحن نستعد لهذه الخلوة الفريدة، المتجددة...الخلوة المتميزة، فكيف نستعد لها؟؟ و كيف سنقضي هذه الخلوة؟؟ إنها ثورة حياتية تتكرر كل عام ...و لابد في هذا العام أن تكون لها بصمة مميزة، إنها خلوة مع القرآن....خلوة في رمضان
و الخلوة ليس معناها العزلة و ليست هي خلوات الصوفية و النصارى، الخلوة ليست جلوسا منفردا عابس الوجه شديد الخلق، الخلوة مناجاة ...قلب معلق بربه، أن تكون مع الله حتى و أنت جالس مع الناس، أن يسجد قلبك تحت العرش و أنت قائم على حوائج الخلق

كيف نستعد؟!!

نبدأ بطلب العفو و الصفح ممن أسأنا إليهم، و ليس المقصود ممن نحن على قناعة أننا أسأنا إليهم، بل ممن عندهم هم قناعة أننا أسأنا إليهم! لا يهم ما يظن بنا فلان و فلان...سيقولون ضعيف و كان مخطئا و الآن عرف الحق...لا تلق بالا لكل ذلك، نريد أن تلين قلوب المسلمين بحسن الخلق و لطيف البسمة، نريد أن نرقق قلوب المسلمين و نؤلف بينهم بطلاقة الوجه و سماحة الصدر، ما الذي سيحدث إذا اعتذرنا عن أننا ضايقنا فلانا أو فلانة؟؟هل لابد أن يكون الاعتذار عن الخطأ فحسب ؟ يمكننا أن نعتذر أننا تسببنا في شيء من الحزن لإنسان مسلم...الشرط الوحيد ألا يكون فيه مفاسد شرعية من هذه المصالحة كإقرار باطل أو تعدٍ على حق، العفو عمن ظلمنا و الصفح عمن أساء إلينا، عفوا ينشرح به الصدر فينزع من على كاهله حملا ثقيلا من الغل و الحقد و الغضب..، سماحة نفس تدل على كرم الشيم و سخاء القلب، مستحضرا قوله تعالى :" فمن عفا و أصلح فأجره على الله"، ياالله!جزاء من جنس العمل ...و المعطي أكرم، فكريم القلب سمح النفس عفا و أصلح، فكان جزاؤه أجر من الله لم يذكره..لكن كل قارئ و سامع يعلم كرم الرب جل و علا..فكيف يكون هذا الأجر الذي قد توكل الله به؟؟
و لعل من الجدير أن نذكر في هذا المقام سنة من السنن التي لابد أن نبدأ من شعبان للتدرب عليها عملا كما حفظناها قولا و رددناها كثيرا و هي إفشاء السلام بين المسلمين.
قال صلى الله عليه و سلم:"لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . و لا تؤمنوا حتى تحابوا. أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم"
فاجمع أولا و ثانيا ففيهما جماع الخير فإني ما رأيت أسلم للقلب من حسن مراعاة الوداد بين المسلمين مبتغيا بذلك الأجر من الله تعالى، و لعلي لا مجال ها هنا لذكر رد المظالم لأهلها...فإن من انتهى عن قول أف لوالديه لوجه الله ..لا أظن فيه يمد يدا تضرب أو لسانا يشتم، اللهم ارزقنا انصافا من أنفسنا و كرما لأخلاقنا و إفشاء السلام بيننا.

كيف نستعد لرمضان؟؟!


إنهاء ما لابد من إنهائه من ضروريات الحياة
أي قدر الاستطاعة
- فمن استطاع أن يشتري ملابس العيد لأولاده في شعبان أفضل
- بعض النساء يقمن بتجهيز بعض الأطعمة و تجميدها لتكون أسهل في رمضان
و هكذا قليل من إعمال الفكر مع النظر في القدرة و الاستطاعة البدنية و المادية قد توفر لنا شيء من الوقت في رمضان.
-- ابتداء من شعبان ...تقليل الخروج من المنزل لغير حاجة

فنساء في الأسواق يمشين دون هدف
و شباب يخرجون من البيوت فقط لأنهم لابد أن يخرجوا
و الجلوس على المقاهي و في الطرقات دون حاجة و لا فائدة

كل هذا لابد من السعي في تخفيفه لأن حالة النشاط الحركي الزائد بغير هدف ستتحول مع الصيام إلى كسل و تراخٍ و رغبة عارمة في النوم
فلو تحولت هذا النشاط في شعبان إلى أعمال هادفة ستستمر بإذن الله في رمضان
و من أمثلة الأعمال الهادفة:
1- زيارة ملاجئ الأيتام إما لعطاء مادي أو معنوي..فكم من يتيم يحتاج إلى ضمة و نظرة حنان و بسمة؟
2- زيارة الأقارب أو دور المسنين. 
3- زيارة الفقراء و يمكن أن يسبقها جمع المال من الأصدقاء و شراء حاجاتهم قبل الزيارة ...كن إماما في الخير.
4- الزيارات الدعوية للتذكير برمضان و فضله و يمكن أن يكون معها شيء من توزيع الأشرطة أو المطويات و لو قليل و يسبقها أيضا جمع المال من الأصدقاء.
5- التفكير في طريقة لنشر الأفكار الطيبة و تغير المنكر و إنكاره و الأمر بالمعورف و أقلها : قصاصات من ورق صغيرة مكتوب عليها جمل بليغة بخط اليد مثل: الله يراني الله مطلع عليّ، لا تجعل رمضان يمضي إلا و قد غُفر لك، و توزيعها في الأسواق أو الطرقات

-- محاولة قصر الأعين عن متع لدنيا الزائلة
قال تعالى:"وَ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقَى"
نحن على موعد مع عطلة متميزة...خلوة مع القرآن في شهر هو أفضل الشهور و أعظم الأجور،
فلنعطل قلوبنا و أعيننا عن النظر في زينة الدنيا و بهرجها، و لتسمو أرواحنا قليلا و تجول في مباهج الآخرة. 
نستعد لعطلة من الشواغل و خلوة مع القرآن
فكلما راودتك نفسك للنظر و الحسرة و التمني أو شراء ترف من زخارف الحياة الدنيا مما نترفه به بلا حاجة حقيقية،  قل لها: اللهم إن العيش عيش الآخرة.

-- لعل من المهم و الجيد في شعبان أن نعزم بهمة عالية على ترك فضول المباحات مما لا ينفع كزاد في خلوتنا مع القرآن في رمضان حتى تكون الأذهان صافية غير منشغلة ...تخيل لو أنك تقرأ و ذهنك خالٍ من هذه الأشياء البراقة كيف يكون تدبرك للقرآن و إقبالك عليه؟؟ ذبحت أفكارك بسكين اليأس من الزخارف الملهيات ...تتدبر كتاب الله و تستشعر الآيات و تعيش معها بقلب يخلو من كل شيء إلا كتاب الله...فيفيض على جوارحك طاعة و على عينك دمع خشية و لو عزمت على عدم الالتفات إلى المباحات التي لا حاجة لها فأن هذا سيعني بالضرورة و البديهة و المنطق...أن الحديث عن المكروهات و المحرمات غير وارد!

-- علينا كذلك أن نجمع ما نحتاج إليه في الأجازة بحيث لا نبذل الجهد في البحث عنه في رمضان فتضيع الأوقات:
فكتيب فقه الصيام و الأذكار و السنن المهجورة و كتبات فقه الصلاة و سننها و مستحباتها..لتكن قريبة من أيدينا بعد قراءتها في شعبان فنرجع إليها إذا ما احتجنا.
- إن أذكار الاستفتاح في الصلاة ثمانية...أما آن الأوان لتجربتها و التنويع بينها؟؟

أو يعني ما سبق أننا لن نستقبل الأضياف؟
و لن نشارك في صلات الأرحام؟؟
هل تسيء المرأة معاملة زوجها تعجلا لخلوتها؟؟؟ و تثير غضبة الرجل ضحكات صغاره؟؟؟
أو تترك الفتاة والدتها تعد الطعام وحدها لتؤثر وحدتها؟؟؟؟ و يرفض الفتى مساعدة والده أو شراء حاجات والدته؟؟؟؟هل نترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر....هل نترك الفرص الجاهزة و الرزق الوفير في الدعوة؟؟مما لا شك فيه أن الخير المتعدي أفضل من الخير المقصور و حديثنا عن الخلوة ليس حديثا عن عزلة...
تذكر!
الخلوة ليس معناها العزلة
الخلوة ليست جلوسا منفردا عابس الوجه شديد الخلق
الخلوة مناجاة ...قلب معلق بربه 
كان النبي صلى الله عليه و سلم خلقه القرآن 
و نحن الآن على موعد مع خلوة في رمضان...مع القرآن
ماذا يمنعنا أن نترك أخلاقنا العادية لتكون أخلاقنا هي أخلاق القرآن؟
كان النبي صلى الله عليه و سلم حليما صبورا واسع الصدر رغم ما كان عليه من واجبات عظيمة و ما يمر بالأمة من أحداث جسام..
و رغم كل هذا كان يتبسم في وجوه أصحابه و يحسن استقبالهم و يسمع الأَمَة حتى تنهي حديثها، و يجهل عليه الرجل فما يزداد إلا حلما..
و لما حدث أن كان حريصا على دعوة بعض كبراء العرب حتى آثر حديثهم على الالتفات لابن أم مكتوم الأعمى فعبس في وجهه -و لما يراه!- عوتب في ذلك في آيات جليلة في صدر سورة من سور القرآن.
فأين نحن من هذه الأسوة الحسنة؟
خلوة مع القرآن..تلاوة و عملا...خلوة في رمضان ننسلخ فيها قليلا من عبادة الهوى فنحمل أنفسنا على ما "يجب" لا على ما "نحب"!!
إن لم نستقبل ضيوفنا ببسمة عريضة فمن يفعل ؟
إن لم تطعم المرأة صغارها ، و ترتب بيتها ، و تحسن طعامها، و تتبعل لزوجها.........فمن يفعل ذلك؟؟
إن لم يدخل الرجل السرور على قلب صغاره و زوجه ، و ينفق عليهم و يقضي حاجاتهم....فمن يفعل ذلك؟؟ و الفتاة و الفتى في خدمة وبر والديهم...من يبرهم عوضا عنهم؟
لنجعل عبير التقى يفوح على جوارحنا بالعمل الصالح الذي يرضي الله و يوافق ما ارتضيناه من خلوة مع القرآن...في رمضان.

و لعل البعض يتسائل بعد أن أنفقنا الأوقات يمنة و يسرة...فماذا تبقى لنا لتكون خلوة؟؟

تبقى لنا:
1- هذه الأوقات من الخلوة...و من قال أن الخلوة عزلة؟؟! الخلوة مناجاة قلب! فنعمل ما أمرنا بعمله و قلوبنا معلقة بربها راجية رحمته و عفوه عالمين أن الإسلام لم يكن يوما دين رهبانية ...بل هو دستور حياة 
2- من أعمل الفكر قليلا وجد كثيرا من الأوقات....فأشرطة القرآن في السيارة و المطبخ = ختمة صوتية ..ما المانع؟؟
و بين كل شغل و آخر...بين كل بسمة و كلمة طيبة نقرأ و نذكر من حولنا بالقراءة فالناس مقبلة غير مدبرة على الغالب، يتنافسون في القراءة...فلنجعل دعوتنا هلموا إلى مائدة القرآن...و لندع القرآن يدعوهم فإنه شفاء.
3- أين نحن من 5 دقائق بين الآذان و الإقامة، بين المغرب و العشاء، بين الفجر و شروق الشمس؟؟
4- كل وقت ليس لنا فيه وظيفة واجبة أو مستحب راجح...فشغلنا فيه بلا تردد و لا تفكير: التلاوة
5- اللهم ارضنا من النوم باليسير...اللهم اشف أجسادنا من النوم باليسير

نسأل الله العون و السداد و الثبات

بين طلب العلم و قراءة القرآن


سؤال يتردد كل عام، حسم البعض فيه أمرهم ول ايزال البعض في حيرة 
نترك العلم أو لا نترك العلم؟؟
نترك المجالس أو لا نترك المجالس؟؟

اليوم لن أحدثكم عن أن سمت أهل العلم ترك الاشتغال بالعلم و تعليمه و التفرغ للقراءة و التلاوة و الصلاة الطويلة ...
سأسميها باسمها...
إن السلف كانوا يغيرون إلف عاداتهم و يخرجون إلى أكناف العبادة. 
مر بنا عام كامل عشنا فيه ضغوط كثيرة،  نريد أن ننهي دورة كذا...و إنهاء كتاب كذا...كم شريطا سمعت...تحضير دروس و واجبات...الخ
مفاضلة بين المتاح ...مفاضلة لا تنتهي...و تشكل علينا هذه المفاضلة ضغطا في حد ذاتها 
الآن لن نفاضل بين الاختيارات لأنه...لا اختيارات!!
نحن في خلوة ..في عطلة من الشواغل و القواطع....ليس لدينا إلا خيار واحد: القرآن تلاوة و عملا و تطبيقا...
سنلاحظ أن هذا يزيل الضغط من على كواهلنا ...كل وقت لن نفكر إلا في عمل واحد: القرآن

لديك خمس دقائق؟؟ لا تفكر...مصحفك و القراءة
لن نقول : اقرأ 5 أجزاء في اليوم...لن نقول اقرأ جزء في اليوم
سنقول : اقرأ في كل وقت ليس عليك فيه واجب أو مستحب راجح...
سنتفاجأ أن كم التحصيل أكبر من أي رمضان مر من قبل!!
سنسعد بقلوب تعطلت عن الشواغل ...و قصرت شغلها و ولهها بـــــــــ القرآن
سيغتسل القلب في حسن كلمات الله فيتنقى و يسمو
ستكون القلوب في خلوة و شوق...خلوة مع القرآن...في رمضان

يتبع

http://www.saaid.net/daeyat/sara/75.htm

Read 1549 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 12:50

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab